حديث أنس - رضي الله عنه - في الاستسقاء
27 - حدثنا أبو يعلى محمد بن إسحاق بن إبراهيم شاذان ، حدثني أبي ، ثنا مجاشع بن عمرو ، ثنا ، ثنا ابن لهيعة ، عن عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب قال : أنس بن مالك وأسنت الناس ، فاستسق لنا ربك ، فقال : " إذا كان يوم كذا وكذا فاخرجوا وأخرجوا معكم بصدقات " فلما كان ذلك اليوم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس معه ، يمشي ويمشون عليهم السكينة والوقار حتى أتوا المصلى ، يا رسول الله ، قحط المطر ، ويبس الشجر ، وهلكت المواشي ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فصلى بهم ركعتين يجهر فيهما بالقراءة ، سبح اسم ربك الأعلى ) ، وفي الركعة الثانية بفاتحة الكتاب و ( هل أتاك حديث الغاشية ) ، فلما قضى صلاته استقبل يقرأ في العيدين والاستسقاء في الركعة الأولى بفاتحة الكتاب [ ص: 243 ] و ( قال : لكي ينقلب القحط إلى الخصب ، ثم القوم بوجهه وقلب رداءه ، مغدقا ، عاما ، هنيئا ، مريئا ، مريعا ، وابلا ، شاملا ، مسبلا ، مجللا ، دائما ، دارا ، نافعا غير ضار ، عاجلا غير رائث ، اللهم تحيي به البلاد ، وتغيث به العباد ، وتجعله بلاغا للحاضر منا والبادي ، اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها ، وأنزل علينا في أرضنا سلها ، اللهم أنزل علينا من السماء ماء طهورا ، فأحي به بلدة ميتة ، واسقه مما خلقت أنعاما وأناسي كثيرا " . جثا على ركبتيه ، ورفع يديه ، وكبر تكبيرة قبل أن يستسقي ، ثم قال : " اللهم اسقنا وأغثنا ، اللهم اسقنا غيثا مغيثا ، رحبا ربيعا ، وجدا غدقا ، طبقا ،
قال : فما برحوا حتى أقبل فزع من السحاب ، والتأم بعضه إلى بعض ، ثم مطرت عليهم سبعة أيام ولياليهن لا تقلع عن المدينة ، فأتاه المسلمون فقالوا : يا رسول الله ، قد غرقت الأرض ، وتهدمت البيوت ، وانقطعت السبل ، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر حتى بدت نواجذه تعجبا لسرعة ملالة ابن آدم ، ثم رفع رأسه فقال : " اللهم حوالينا ولا علينا ، اللهم على رءوس الظراب ، ومنابت الشجر ، وبطون الأودية ، وظهور الآكام " . فتصدعت عن فادع الله لنا أن يصرفها عنا ، المدينة ، فكانت في مثل الترس عليها كالنشطاط ، تمطر مراعيها ولا تمطر فيها قطرة . قحط الناس على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه المسلمون فقالوا :