حديث قرص أم سليم وما أبان الله فيه من دلالة رسول الله صلى الله عليه وسلم
50 - حدثنا ، ثنا بكر بن سهل الدمياطي ، [ ص: 301 ] قال : حدثني أبو صالح عبد الله بن صالح الليث ، عن خالد بن يزيد ، عن ، عن سعيد بن أبي هلال ، عن محمد بن كعب القرظي قال : أنس بن مالك أبو طلحة أم سليم وهي أم أنس بن مالك ، وأبو طلحة رابه ، فقال : عندك يا أم سليم شيء ؟ فإني فقالت : كان عندي شيء من شعير فطحنته ، ثم أرسلني إلى الأسواق ، والأسواق حوائط لهم ، فأتيتهم بشيء من حطب فجعلت منه قرصا ، ثم قال : عندك أدم ؟ فقالت : كان عندي نحي فيه سمن ، فلا أدري أبقي فيه شيء ؟ فأتيته به فعصره ، فقال : إن عصر اثنين أبلغ من عصر واحد فعصراه جميعا ، فأخرجا مثل التمرة فدهنت به القرص ، ثم دعاني فقال : يا بني ، تعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم ، قال : إني تركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحاب الصفة يقرئهم ، فادعه ولا تدع معه غيره ، انظر أن لا تفضحني ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما رآني قال : " لعل أباك أرسلك إلينا " قلت : نعم ، فقال للقوم : " انطلقوا " وهم يومئذ ثمانون رجلا ، فأمسك بيدي ، فلما دنوت من الدار نزعت يدي من يده ، فجعل مررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقرئ أصحاب الصفة سورة النساء وقد ربط على بطنه حجرا من الجوع ، أبو طلحة يطلبني في الدار ويرميني بالحجارة ، ويقول : فضحتني عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم إنه خرج إليه فأخبره الخبر ، فقال : " لا يضرك " فأمرهم فجلسوا ، ثم دخل فأتيناه بالقرص ، فقال : " هل من أدم ؟ " فقالت أم سليم : يا رسول الله قد كان عندنا نحي وقد عصرته أنا وأبو طلحة ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هلموه ، فإن عصر الثلاثة أبلغ من عصر الاثنين " ، فأتي به رسول الله فعصره رسول [ ص: 302 ] الله - صلى الله عليه وسلم - معهما ، فأخرجوا منه مثل التمرة فمسحوا به القرص ، فمسحه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده ودعا فيه بالبركة ، ثم قال : " ادعوا لي عشرة " فدعوت عشرة فأكلوا منه حتى ثملوا شبعا ، فما زالوا يدخلون عشرة عشرة حتى شبعوا ، ثم جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجلسنا معه فأكلنا حتى فضل " . أتى