7264 - حدثنا ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، عن محمد بن سلمة محمد بن إسحاق ، حدثني ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، قال : ابن عباس المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري ، وخرج لعشر مضين من رمضان ، " فصام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصام الناس معه حتى إذا [ ص: 10 ] كان مضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستخلف على بالكديد ما بين عسفان وأمج أفطر " ، ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين من مزينة وسليم ، وفي كل القبائل عدد وإسلام ، وأوعب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون والأنصار ، فلم يتخلف منهم أحد ، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران ، وقد عميت الأخبار عن قريش ، فلم يأتهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ، ولا يدرون ما هو فاعل ، خرج في تلك الليلة ، أبو سفيان بن حرب ، وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء يتحسسون وينتظرون هل يجدون خبرا ، أو يسمعون به ، وقد كان أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببعض الطريق ، وقد كان العباس بن عبد المطلب ، أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه ، فكلمته فيهما ، فقالت : يا رسول الله ، ابن عمك وابن عمتك وصهرك . قال : " لا حاجة لي بهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري ، فهو الذي قال لي أم سلمة بمكة ما قال " . فلما أخرج إليهما بذلك ، ومع أبي سفيان بني له ، فقال : والله ليأذنن لي أو لآخذن بيد ابني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا وجوعا ، فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لهما ، ثم أذن لهما فدخلا وأسلما ، فلما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمر الظهران قال العباس : واصباح قريش ، والله لئن دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة عنوة قبل أن يستأمنوه ، إنه لهلاك قريش إلى آخر الدهر قال : فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء ، فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت : لعلي ألقى بعض الحطابة ، أو صاحب لبن ، أو ذا حاجة يأتي مكة ، فيخبرهم بمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليخرجوا إليه ، فيستأمنوه قبل أن يدخلها عليهم عنوة . قال : فوالله ، إني لأسير عليها ، وألتمس ما خرجت له إذ سمعت كلام أبي سفيان ، وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان ، وأبو سفيان يقول : ما رأيت كاليوم قط نيرانا ولا عسكرا قال : يقول بديل : هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب . قال : يقول أبو سفيان : خزاعة ، والله أذل وألأم من أن تكون هذه نيرانها وعسكرها . قال : [ ص: 11 ] فعرفت صوته ، فقلت : يا أبا حنظلة ، فعرف صوتي ، فقال أبو الفضل فقلت : نعم . قال : مالك فداك أبي وأمي . فقلت : ويحك يا أبا سفيان ، هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس واصباح قريش والله قال : فما الحيلة ، فداك أبي وأمي ؟ قال : قلت : والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك ، فاركب معي هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أستأمنه لك ، قال : فركب خلفي ورجع صاحباه ، فحركت به كلما مررت بنار من نيران المسلمين قالوا : من هذا ؟ فإذا رأوا بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالوا : عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بغلته حتى مررت بنار - رضي الله عنه - فقال : من هذا ؟ وقام إلي ، فلما رأى عمر بن الخطاب أبا سفيان على عجز البغلة ، قال أبو سفيان عدو الله ، الحمد لله الذي أمكن منك بغير عقد ولا عهد ، ثم خرج يشتد نحو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وركضت البغلة ، فسبقته بما تسبق الدابة البطيء الرجل البطيء ، فاقتحمت عن البغلة ، فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل عمر ، فقال : يا رسول الله ، هذا أبو سفيان قد أمكن الله منه بغير عقد ولا عهد ، فدعني فلأضرب عنقه . قال : قلت : يا رسول الله ، إني أجرته ، ثم جلست إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخذت برأسه فقلت : لا والله لا يناجيه الليلة رجل دوني ، فلما أكثر عمر في شأنه قلت : مهلا يا عمر ، أما والله لو كان من رجال بني عدي بن كعب ما قلت هذا ، ولكنك عرفت أنه رجل من رجال بني عبد مناف قال : مهلا يا عباس ، فوالله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم ، وما بي إلا أني قد عرفت أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إسلام الخطاب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اذهب به إلى رحلك يا عباس ، فإذا أصبح فائتني به " . فذهبت به إلى رحلي فبات عندي ، فلما أصبح غدوت به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ، والله لقد ظننت أن لو كان مع الله غيره لقد أغنى عني شيئا قال : " ويحك يا أبا [ ص: 12 ] سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله ؟ " قال : بأبي أنت وأمي ، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك هذه والله كان في نفسي منها شيء حتى الآن . قال ويحك يا أبا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ " قال : بأبي أنت وأمي ، ما أكرمك وأوصلك العباس : ويحك يا أبا سفيان أسلم ، واشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله قبل أن تضرب عنقك ، قال : فشهد بشهادة الحق وأسلم . قلت : يا رسول الله ، إن أبا سفيان رجل يحب هذا الفخر ، فاجعل له شيئا قال : " أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن " . فلما ذهب لينصرف ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا نعم من دخل دار عباس ، احبسه بمضيق الوادي عند خطم الجبل ، حتى تمر به جنود الله فيراها " . قال : فخرجت به حتى حبسته حيث أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أحبسه قال : ومرت به القبائل على راياتها كلما مرت قبيلة قال : من هؤلاء ؟ فأقول : سليم . فيقول : ما لي ولسليم ؟ قال : ثم تمر القبيلة قال : من هؤلاء ؟ فأقول : مزينة . فيقول : ما لي ولمزينة ؟ حتى تعدت القبائل لا تمر قبيلة إلا قال : من هؤلاء ؟ فأقول : بنو فلان . فيقول : ما لي ولبني فلان . حتى مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخضراء كتيبة فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم إلا الحدق ، قال : سبحان الله ، من هؤلاء يا عباس ؟ قلت : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المهاجرين والأنصار . قال : ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة ، والله يا أبا الفضل ، لقد أصبح ملك ابن أخيك الغداة عظيما . قلت : يا أبا سفيان ، إنها النبوة . قال : فنعم إذن ، قلت : النجاء إلى قومك . قال : فخرج حتى إذا جاءهم صرخ بأعلى صوته يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به ، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، فقامت إليه امرأته هند بنت عتبة ، فأخذت بشاربه ، فقالت : اقتلوا الدسم الأحمس ، فبئس من طليعة قوم . قال : ويحكم ، لا تغرنكم هذه من أنفسكم ، فإنه قد جاء ما لا قبل لكم به ، من دخل دار أبي سفيان ، فهو آمن قالوا : ويلك وما تغني عنا دارك . قال : ومن أغلق بابه فهو آمن ، ومن دخل المسجد فهو آمن فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد . ثم
[ ص: 13 ] 7265 حدثنا ، ثنا الحسن بن علي المعمري ، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري ، عن يونس بن بكير جعفر بن برقان ، عن ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، فذكر مثل حديث ابن عباس محمد بن إسحاق .