ألا كل شيء ما خلا الله باطل
فقال عثمان : صدقت ، ثم إن لبيد أنشدهم تمام البيت :
وكل نعيم لا محالة زائل
، فقال : كذبت فأسكت القوم ولم يدروا ما أراد بكلمته ثم أعادها [ ص: 37 ] الثانية وأمر بذلك ، فلما قالها قال مثل كلمته الأولى والآخرة صدقه مرة ، وكذبه مرة ، وإنما يصدقه إذا ذكر كل شيء يفنى وإذا قال : كل نعيم ذاهب كذبه عند ذلك : إن نعيم أهل الجنة لا يزول ، نزع عند ذلك رجل من قريش فلطم عين فاخضرت مكانها ، فقال عثمان بن مظعون الوليد بن المغيرة وأصحابه : قد كنت في ذمة مانعة ممنوعة ، فخرجت منها إلى هذا ، وكنت عما لقيت غنيا ، ثم ضحكوا ، فقال عثمان : بل كنت إلى هذا الذي لقيت منكم فقيرا ، وعيني التي لم تلطم إلى مثل هذا الذي لقيت صاحبتها فقيرة ، لي فيمن هو أحب إلي منكم أسوة ، فقال له الوليد : إن شئت أجرتك الثانية ، فقال : لا أرب لي في جوارك .