9775 - حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا حجاج بن المنهال ، عن حماد بن سلمة ثابت ، عن أنس ، عن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " عبد الله بن مسعود ، وتسفعه النار ، فإذا جاوزها التفت إليها قال : تبارك الذي نجاني منك ، أعطاني شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين ، وترفع له شجرة فيقول : أي رب ، أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها ، وأشرب [ ص: 10 ] من مائها ، فيقول الله عز وجل : يا ابن آخر من يدخل الجنة يمشي على الصراط وهو يمشي مرة ويكبو مرة آدم ، لعلي إن أعطيتكها تسألني غيرها ، فيدنيه منها ، وربه يعلم أنه سيفعل ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة أخرى هي أحسن من الأولى ، فيقول : يا رب ، أدنني منها فلأستظل بظلها ، وأشرب من مائها ، ولا أسألك غيرها ، وربه يعلم أنه سيفعل ؛ لأنه يرى ما لا صبر عليه ، فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ، فيقول : بلى يا رب ، ولكن هذه لا أسألك غيرها ، وربه يعلم أنه سيفعل ، وهو يعذره ؛ لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيقول الله عز وجل : لعلي إن أدنيتك منها سألتني غيرها ، فيعاهده أن لا يفعل ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين ، فيقول : يا رب ، أدنني من هذه أستظل بظلها ، وأشرب من مائها ، فيقول الله جل ذكره : يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ؟ فيقول : يا رب ، هذه لا أسألك غيرها ، فيقول : لعلي إن أدنيتك منها أن تسألني غيرها ، فيعاهده أن لا يفعل ، وربه يعلم أنه سيفعل ، وربه يعذره ؛ لأنه يرى ما لا صبر له ، عليه فيدنيه منها ، فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول : أي رب ، أدخلنيها ، فيقول : يا ابن آدم ، أترضى أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ فيقول : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين " فضحك رسول الله ثم قال : " ألا تسألوني مم ضحكت " ، قال : مم ضحكت يا رسول الله ؟ قال : " من ضحك رب العالمين تبارك وتعالى حيث قال : أتستهزئ بي وأنت رب العالمين ؟ " فيقول : " لا ، إني لا أستهزئ ، ولكني على ما أشاء قدير " .