2947 حدثنا إبراهيم قال : حدثنا مرار بن حمويه [ ص: 439 ] الهمذاني قال : حدثني يحيى بن سعيد أبو زكريا المدني ، حافظ قبر رسول الله قال : حدثني محمد بن صالح بن قيس مولى بني الحارث بن فهر ، عن ، عن أبيه زيد بن أسلم أسلم قال : حج عمر عام الرمادة سنة ست عشرة ، حتى إذا كان بين السقيا والعرج في جوف الليل ، عرض له راكب على الطريق ، فصاح : أيها الركب ، أفيكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال له عمر : ويلك ، أتعقل ؟ فقال : العقل ساقني إليك ، توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقالوا : توفي ، فبكى وبكى الناس ، فقال : من ولي الأمر بعده ؟ قالوا : ، فقال : أحنف ابن أبي قحافة بني تيم ؟ قالوا : نعم . قال : فهو فيكم ؟ قالوا : قد توفي قال : فدعا ، ودعا الناس ، فقال : من ولي الأمر بعده قال : قال : أحمر عمر بن الخطاب بني عدي ؟ قالوا : نعم ، هو الذي كلمك قال : فأين كنتم عن أبيض بني أمية أو أصلع بني هاشم ؟ قالوا : قد كان ذاك ، فما حاجتك ؟ قال : " لقيت رسول الله ، وأنا أبو عقيل الجعيلي ، على ردهة جعيل ، فأسلمت وبايعت وشربت معه شربة من سويق ، شرب أولها وسقاني آخرها ، فوالله ما زلت أجد شبعها كلما جعت ، وبردها كلما عطشت ، وريها كلما [ ص: 440 ] ظمئت إلى يومي هذا ، ثم . . . هذا الجبل الأبعر أنا وزوجتي وبنات لي ، فكنت فيه أصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات ، وأصوم شهرا في السنة ، وأذبح لعشر ذي الحجة " فذلك ما علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى دخلت هذه السنة ، فلا والله ما بقيت لنا شاة إلا شاة واحدة بغتها الذئب البارحة ، فأكل بعضها وأكلنا بعضها ، فالغوث ، الغوث " فقال عمر : " أتاك الغوث ، أصبح معنا بالماء " ومضى عمر حتى جاء الماء ، وجعل ينتظر ، وأخر الرواح من أجله ، فلم يأت ، فدعا صاحب الماء ، فقال : إن أبا عقيل الجعيلي معه ثلاث بنات له وزوجته ، فإذا جاءك فأنفق عليه وعلى أهله وولده حتى أمر بك راجعا إن شاء الله ، فلما قضى عمر حجه رجع ودعا صاحب الماء ، فقال : ما فعل أبو عقيل ؟ فقال : جاءني الغد يوم حدثتني ، فإذا هو موعوك ، فمرض عندي ليالي ، ثم مات ، فذاك قبره ، فأقبل عمر على أصحابه ، فقال : " ، وضم بناته وزوجته ، فكان ينفق عليهم . لم يرض الله له فتنتكم ، ثم قام في الناس فصلى عليه
لا يروى هذا الحديث عن أبي عقيل إلا بهذا الإسناد ، تفرد به مرار .