25 - 34 - 2 - [ ص: 197 ] ( باب قتل ابن أبي الحقيق )
10334 - عن عبد الله بن أنيس قال : وأبا قتادة ، وحليفا لهم من الأنصار ، وعبد الله بن عتيك إلى ابن أبي الحقيق لنقتله ، فخرجنا فجئنا بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر ليلا ، فتتبعنا أبوابهم فغلقنا عليهم من خارج ، ثم جمعنا المفاتيح فأرميناها ، فصعد القوم في النخل . ودخلت أنا وعبد الله بن عتيك في درجة ابن أبي الحقيق ، فتكلم عبد الله بن عتيك ، فقال ابن أبي الحقيق : ثكلتك أمك عبد الله ، أنى لك بهذه البلدة ؟ قومي فافتحي ; فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه [ الساعة ] ، فقامت ، فقلت لعبد الله بن عتيك : دونك ، فأشهر عليهم السيف ، فذهبت امرأته لتصيح فأشهر عليها ، وأذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه فأكف . نهى عن قتل النساء والصبيان
فقال عبد الله بن أنيس : فدخلت عليه في مشربة له ، فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت ، فلما رآني أخذ وسادة فاستتر بها ، فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت ، فوخزته وخزا . ثم خرجت ، فقال صاحبي : فعلت ؟ فقلت : نعم ، فدخل فوقف عليه ، ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة ، فوقع عبد الله بن عتيك في الدرجة ، فقال : وارجلاه ، كسرت رجلي ، فقلت له : ليس برجلك بأس ، ووضعت قوسي واحتملته ، وكان عبد الله قصيرا ضئيلا ، فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها ، فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا ، وصاحت المرأة : يا بياتاه ، فثور أهل خيبر .
ثم ذكرت موضع قوسي في الدرجة ، فقلت : والله لأرجعن فلآخذن قوسي ، فقال أصحابي : قد تثور أهل خيبر بقتله ، فقلت : لا أرجع أنا حتى آخذ قوسي ، فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوروا ، وإذا ما لهم كلام إلا من قتل ابن أبي الحقيق ، فجعلت لا أنظر في وجه إنسان ولا ينظر في وجهي إلا قلت مثل ما يقول من قتل ابن أبي الحقيق ، حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس فأخذت قوسي فلحقت أصحابي . فكنا نسير الليل ونكمن النهار ، فإذا كمنا النهار أقعدنا ناطورا ينظر لنا ، حتى إذا اقتربنا من المدينة ، وكنت بالبيداء كنت أنا ناطرهم ثم إني ألحت لهم بثوبي فانحدروا فخرجوا جمزا ، وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة ، فقال لي أصحابي : هل رأيت شيئا ؟ فقلت : لا ، ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع .
[ ص: 198 ] فأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أفلحت الوجوه " . فقلنا : أفلح وجهك يا رسول الله ، قال : " قتلتموه ؟ " قلنا : نعم . فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسيف الذي قتل به ، فقال : " هذا طعامه في ضباب السيف " .
رواه أبو يعلى ، وفيه إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع وهو ضعيف .