12048 - وعن قال : أبي عبد الرحمن السلمي علي صفين ، وقد وكلنا بفرسه رجلين ، فكانت إذا كانت من الرجل غفلة غمز علي فرسه فإذا هو في عسكر القوم فيرجع إلينا وقد خضب سيفه دما ويقول : يا أصحابي ، اعذروني اعذروني . فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء ، فكان شهدنا مع علما لأصحاب عمار بن ياسر محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يسلك عمار واديا من أودية صفين إلا تبعه أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فانتهينا إلى ، وقد ركز الراية ، فقال : ما لك يا هاشم بن عتبة بن أبي وقاص هاشم أعورا [ ص: 241 ] وجبنا ؟ لا خير في أعور لا يغشى الناس . فنزع هاشم الراية وهو يقول : أعور يبغي أهله محلا
قد عالج الحياة حتى ملا
لا بد أن يفل أو يفلا .
فقال له عمار : أقبل ، فإن الجنة تحت الأبارقة ، وقد تزين الحور العين مع محمد وحزبه في الرفيق الأعلى . فما رجعا حتى قتلا . وكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء ، فنظرت فإذا أربعة يسيرون : معاوية ، وأبو الأعور السلمي ، وابنه ، فقلت في نفسي : إن أخذت عن يميني اثنين لم أسمع كلامهم ، فاخترت لنفسي أن أضرب فرسي فأفرق بينهم ، ففعلت ، فجعلت اثنين عن يميني واثنين عن يساري ، فجعلت أصغي بسمعي أحيانا إلى وعمرو بن العاص معاوية وإلى أبي الأعور ، وأحيانا إلى ، وإلى عمرو بن العاص ، فسمعت عبد الله بن عمرو يقول لأبيه : يا أبت ، قد قتلنا هذا الرجل ، وقد قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال . قال : وأي رجل ؟ قال : عبد الله بن عمرو ، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم بناء المسجد ، ونحن ننقل لبنة لبنة ، عمار بن ياسر وعمار يحمل لبنتين لبنتين ، وأنت ترحض : " ، وأنت من أهل الجنة ستقتلك الفئة الباغية " . فقال أما إنه معاوية : اسكت ، فوالله ما تزال تدحض في بولك ، أنحن قتلناه ، إنما قتله من جاءوا به فألقوه بين رماحنا . قال : فتنادوا في عسكر معاوية : إنما قتل عمارا من جاء به .
رواه ، الطبراني وأحمد باختصار ، وأبو يعلى بنحو ، الطبراني بقوله : " تقتل والبزار عمارا الفئة الباغية " عن وحده ، ورجال عبد الله بن عمرو أحمد ، وأبي يعلى ثقات .