الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
455 - فروينا عن nindex.php?page=showalam&ids=13629ابن وضاح أنه قال : اثنان وعشرون ميلا ونحوها .
456 - وقال غيره : ثمانية عشر ميلا .
457 - وهذا كما قاله مالك : أنه nindex.php?page=treesubj&link=907هجر بالجمعة فصلاها في أول الزوال ، ثم أسرع السير فصلى العصر " بملل " ليس في أول وقتها - والله أعلم - ولكنه [ ص: 255 ] صلاها والشمس لم تغرب ، ولعله صلاها ذلك اليوم لسرعة السير والشمس بيضاء نقية .
458 - وليس في هذا ما يدل على أن عثمان nindex.php?page=treesubj&link=907صلى الجمعة قبل الزوال كما زعم من ظن ذلك ، واحتج بحديث مالك ، عن عمرو بن يحيى المازني ، عن ابن أبي سليط قال : " كنا نصلي مع nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان بن عفان الجمعة فننصرف وما للجدر ظل " .
459 - وهذا الخبر الثاني عن عثمان ليس عند nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي ، ولا عند يحيى بن يحيى صاحبنا ، وهما من آخر من عرض على مالك " الموطأ " وهذا وإن احتمل ما قال ، فيحتمل أن يكون عثمان صلى الجمعة في أول الزوال .
460 - ومعلوم أن الحجاز ليس للقائم فيها كبير ظل عند الزوال .
461 - وقد ذكر أهل العلم بالتعديل : أن الشمس بمكة تزول في حزيران على دون عشر أقدام ، وهذا أقل ما تزول الشمس عليه في سائر السنة بمكة والمدينة ، فإذا كان هذا أو فوقه قليلا ، فأي ظل يكون للجدر حينئذ بالمدينة أو مكة ؟ فإذا احتمل الوجهين لم يجز أن يضاف إلى عثمان أنه صلى الجمعة قبل الزوال إلا بيقين ، ولا يقين مع احتمال التأويل .
462 - والمعروف عن عثمان في مثل هذا أنه كان متبعا لعمر لا يخالفه .
463 - وقد ذكرنا عن علي : أنه كان يصليها بعد الزوال ، وهو الذي يصح عن سائر الخلفاء ، وعليه جماعة العلماء ، والحمد لله .
[ ص: 256 ] 464 - ومن nindex.php?page=treesubj&link=907بكر بالجمعة في أول الزوال لم يؤمن عليه من العامة فساد التأويل الذي لم يجز على الفقهاء .
465 - روى حبيب كاتب مالك ، عن مالك ، عن ربيعة ، عن أنس : " nindex.php?page=hadith&LINKID=951764أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الجمعة عند الزوال " .
466 - حدثنا أحمد بن قاسم قال : حدثنا محمد بن معاوية قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14660محمد بن الحسن الصوفي قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=15461الهيثم بن خارجة قال : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=12434إسماعيل بن عياش ، عن عمرو بن مهاجر : أن nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز كان يصلي الجمعة حين يفيء الفيء تحت رأس الإنسان ذراعا ونحوه في الساعة السابعة ، وهذا كله على السعة في وقتها .