الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : فأما الجمع بين الصلاتين فهو مسنون هناك للمقيم والمسافر ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما جمعها هناك ليفضل له الدعاء بالوقوف ، فلذلك لم يقع الفرق بين المسافر والمقيم .

                                                                                                                                            [ ص: 170 ] وخالف القصر فإذا أجمع الإمام وجب عليه أن ينوي الجمع عند افتتاح الأولى ، فأما الذين خلفه من المأمومين فعلى وجهين :

                                                                                                                                            أصحهما : عليهم أن ينووا الجمع ويوصي الناس بعضهم بعضا بها ، ويخبر من علم من جهل ؛ لأنه لما لم يصح جمع الإمام إلا بنية الجمع ، لم يصح جمع المأمومين إلا بنية الجمع كالجمع بغير عرفة .

                                                                                                                                            والثاني : أنهم إن جمعوا من غير نية الجمع أجزأهم لاختصاص الموضع لجواز الجمع ولحوق المشقة في إعلام الكل ؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع هناك من غير أن ينادي فيهم بالجمع ولا أخبرهم به .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية