الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما الفصل الثاني من الموات إذا قرب من العامر ، فإن الناس كلهم يتساوون في إحيائه ، ولا يكون أهل العامر أحق به ، وقال مالك : أهل العامر أحق بإحيائه من غيرهم ، والدلالة عليه عموم قوله - صلى الله عليه وسلم - : من أحيا أرضا مواتا فهي له ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد اقتطع بين ظهراني عمارة الأنصار لابن مسعود واقتطع المدينة وهو متصل بها ، وأقطع للزبير بالبقيع ركض فرسه ، وروى علقمة بن نضلة أن أبا سفيان بن حرب قام بفناء داره فضرب برجله ، وقال : لي سنام الأرض أن لها سناما زعم ابن فرقد الأسلمي أني لا أعرف حقي من حقه ، لي بياض المروة وله سوادها ، ولي ما بين كذا إلى كذا ، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال : ليس لأحد إلا ما أحاطت به جدرانه ، ولا يملك إلا ما حفر أو زرع ، ولأن ما لم يملك أهل العامر لم يكن لهم المنع من إحيائه قياسا على البعيد من عامره .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية