الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : وأما الحمى فهو المنع من إحياء الموات ليتوفر فيه الكلأ فترعاه المواشي : لأن الحمى في كلامهم هو المنع ، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : جنب المؤمن من حمى ، والحمى على ثلاثة أضرب ضرب حماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وضرب حماه الإمام بعده ، وضرب حماه غيره من عوام المسلمين .

                                                                                                                                            فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد روي أنه وقف على جبل بالبقيع يقال له : يعمل ، فصلى عليه ثم قال : هذا حماي وأشار بيده إلى البقاع ، وهو قدر ميل في ستة أميال ما بين يعمل إلى ثلثين فحماه لخيل المسلمين والمهاجرين ، ولأن اجتهاد رسول الله يخصه في أمته أمضى ، وقضاءه فيهم أنفذ ، وكان ما حماه لمصالحهم أولى أن يكون مقرا من إحيائهم وعمارتهم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية