فصل : وأما قول الشافعي : " وأحب أن " ففيه ثلاثة تأويلات : لا يجعل مؤذن الجماعة إلا عدلا ثقة
أحدها : أنه تأكيد ، لأن العدل لا يكون إلا ثقة ، وليس التأكيد متكررا ، كما تقول صدق وبر
والثاني : أن معناه إلا عدلا إن كان حرا ثقة إن كان عبدا ، لأن العبد لا يوصف بالعدالة ، وإنما يوصف بالثقة والأمانة .
والثالث : أنه أراد إلا عدلا - يعني - في دينه ثقة - يعني - في علمه بمواقيت الصلاة
وأما قوله : لإشرافه على الناس ففيه تأويلان :
أحدهما : لإشرافه على عورات الناس عند صعود المنارة
والثاني : لإشرافه على مواقيت الصلوات ، ورجوع الناس إلى قوله فيها ، وقد أشار إلى التأويل الأول في القديم ، ويجوز أن يكون أرادهما جميعا