الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رضي الله عنه : " ولا يثبت ساعة أن يسلم إلا أن يكون معه نساء فيثبت لينصرفن قبل الرجال "

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا صحيح ، إذا فرغ الإمام من صلاته فإن كان من صلى خلفه رجالا لا امرأة فيهم وثب ساعة يسلم ليعلم الناس فراغه من الصلاة ، ولأن لا يسهو فيصلي ، وإن كان معه رجال ونساء ثبت قليلا لينصرف النساء ، فإن انصرفن وثب لئلا يختلط الرجال بالنساء

                                                                                                                                            وقال أبو حنيفة : يثب في الحال ، ولا يلبث وهذا خطأ لرواية الزهري عن هند بنت الحارث ، عن أم سلمة ، رضي الله عنها ، قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم مكث قليلا ، وكانوا يرون أن ذلك فيما ينفر الرجال قبل النساء ، وإذا وثب الإمام فإن كانت صلاة لا يتنفل بعدها كالصبح والعصر استدبر القبلة واستقبل الناس ودعا بما ذكرنا ، وإن كانت صلاة يتنفل بعدها ، كالظهر ، والمغرب ، والعشاء فيختار له أن يتنفل في منزله

                                                                                                                                            فقد روى نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا وروى بسر بن سعيد عن زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلا المكتوبة ويستحب للمأموم أن لا يتقدم إمامه ، أو يخرج معه ، أو بعده

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية