الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : القول في صلاة الضحى

                                                                                                                                            وأما صلاة الضحى فسنة مختارة قد فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وداوم عليها ، واقتدى به السلف فيها ، وروي أن أقل ما كان يصليها أربع ركعات ، وأكثر ما كان يصليها صلى الله عليه وسلم ثماني ركعات ، وروي [ ص: 287 ] أن آخر ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم هانئ بنت أبي طالب بمكة عام الفتح ثماني ركعات ، وداوم عليها إلى أن مات صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                            ويختار أن يصليها ثماني ركعات اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                            ووقتها في الاختيار إذا مضى من النهار ربعه .

                                                                                                                                            وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي بين المغرب وعشاء الآخرة عشرين ركعة ، ويقول : " هذه صلاة الأولين فمن صلاها غفر له وكان الصالحون من السلف - رحمهم الله - يصلونها ، ويسمونها صلاة الغفلة أي الناس غفلوا عنها وتشاغلوا بالعشاء والنوم ، وهذا كله مختار ، والمداومة عليها أفضل ، قال الله سبحانه : إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر [ العنكبوت : 45 ] . وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل الأعمال عند الله سبحانه أدومها وإن قل فيختار فضل الدوام ، فإن الله سبحانه معين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية