الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي رضي الله عنه : فإن قال لم أكن أبكم فالقول قول الجاني مع يمينه فإن علم أنه ناطق فهو ناطق حتى يعلم خلال ذلك .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهذا من جملة ما مضى إذا اختلفا بعد قطع اللسان في سلامته وخرسه فادعى الجاني أنه كان أخرس وادعى المجني عليه أنه كان ناطقا فاللسان من الأعضاء الظاهرة في الكبير ، لأنه يقدر على إقامة البينة بنطقه وسلامته ، فيكون القول فيه قول الجاني مع يمينه إن لم يعترف له بتقدم السلامة ، لأن الأصل براءة ذمته من قود وعقل ، فإن اعترف له بتقدم السلامة وادعى زوالها قبل جنايته فهو على قولين كمن قطع ملفوفا في ثوب وادعى أنه كان ميتا - فيه قولان ، كذلك هاهنا .

                                                                                                                                            فإن قيل : فكيف يصح من المقطوع اللسان أن يقول لم أكن أبكم وهو لا يقدر بعد قطعه على القول .

                                                                                                                                            قيل : معناه أنه أشار بالعين فعبر عن الإشارة بالقول كما قال الشاعر :


                                                                                                                                            وقالت له العينان سمعا وطاعة وخدرنا كالدر لما يثقب

                                                                                                                                            فعبر عن إشارة العينين بالقول .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية