الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رحمه الله تعالى : " ولا يتقدم أحد في بيت رجل إلا بإذنه ، ولا في ولاية سلطان بغير أمره ، ولا في بيت رجل ، أو غيره ، لأن ذلك يؤدي إلى تأذيه " .

                                                                                                                                            قال الماوردي : وهو كما قال .

                                                                                                                                            [ ص: 354 ] إذا حضر جماعة بيت رجل فليس لهم الصلاة فيه إلا بإذنه ، لأنه أحق بالتصرف في منزله ، فإن أذن لهم في الصلاة فهو أحقهم بالإمامة ، وإن كان دونهم في القراءة والسن ، والشرف ، إذا كان يحسن من القرآن ما تصح به إمامته ، وليس لأحد منهم أن يتقدم عليه إلا بإذنه ، فإن أمهم ، أو أذن لواحد منهم جمعوا ، وإلا صلوا فرادى ولم يجمعوا .

                                                                                                                                            والدلالة على ذلك رواية أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أحق الناس بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله سبحانه ، فإن كانوا في القراءة سواء ، فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ، ولا يؤم رجل رجلا في بيته ، ولا في ولاية سلطانه ، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه وروى قتادة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد مولى أبي أسد أنه قال : جاءني أبو ذر وحذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن مسعود فلما حضرت الصلاة تقدم أبو ذر ، فقال حذيفة : وذا كرب البيت ، وهو أحق بالصلاة ، فقال : كذلك يا ابن مسعود ؟ قال : نعم رب البيت .

                                                                                                                                            وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : صاحب الدار أحق بالدار .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية