فصل :
وإذا ، فكل قاتل منهما ظالم ، وكل مقتول منهما مظلوم ، يقاد من قاتله ويكونان متساويين في الظلم قبل القتل : لاشتراكهما في التعدي بالقتال ، ومختلفين بعد القتل فيصير القاتل ظالما والمقتول مظلوما : لأن التعدي صار بالقتل متعينا في القاتل دون المقتول . وعلى هذا المعنى : يحمل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : التقى رجلان أو زحفان فتقاتلا ظلما على عصبية ، وطلب كل واحد منهما نفس الآخر وماله يعني لظلمهما بالقتال ، ثم صار القاتل أكثر ظلما بالقتل فصار وعيده أغلظ . والله أعلم . إذا التقى المسلمان بسيفهما ، فالقاتل والمقتول في النار
فأما كلام المزني فقد أصاب في جوابه ، ووهم على الشافعي في تأويله ، والحكم فيه على ما مضى ، وبالله التوفيق .