الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            مسألة : قال الشافعي ، رحمه الله تعالى : " وأحب ما يلبس إلي البياض فإن جاوزه بعصب اليمن والقطري وما أشبهه مما يصنع غزله ولا يصبغ بعد ما ينسج فحسن ، وأكره للنساء الطيب وما يشتهون به ، وأحب للإمام من حسن الهيئة أكثر وأن يعتم ويرتدي ببرد ، فإنه يقال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتم ويرتدي ببرد " .

                                                                                                                                            [ ص: 455 ] قال الماوردي : بعدما ينسج ، فحسن . الباب إلى آخره . وهذا كما قال . يستحب للرجل أن تكون ثياب جمعته وعيده أجمل من ثيابه في سائر أيامه : لأنه يوم زينة ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم جمعته سوى ثوبي مهنته .

                                                                                                                                            ويختار من الثياب البياض ، فيلبسه أحياؤكم وكفنوا بها موتاكم فإن استحسن لبس غير البياض فالمختار منه ما صبغ غزله قبل نسجه كالحلل ، والأبراد والقطري ، وعصب اليمن ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرتدي برداء أسحمي ، ويستحب له أن يعتم ، ويرتدي : اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقوله صلى الله عليه وسلم : العمائم تيجان العرب .

                                                                                                                                            ويستحب أن يستعمل من الطيب ما كان زكي الرائحة خفي اللون : لقوله صلى الله عليه وسلم : طيب الرجل ما ظهر ريحه وبطن لونه ، وطيب المرأة ما ظهر لونه وبطن ريحه .

                                                                                                                                            ويستحب للإمام من حسن الهيئة وجمال الزي أكثر مما يستحب للمأموم لأنه متبع .

                                                                                                                                            فأما النساء فمن كانت ذات هيئة وجمال منعت من الخروج إلى الجمعة : صيانة لها ، وخوفا من الافتتان بها ، فأما غير ذوات الهيئات فلا يمنعن ، ويخرجن غير متزينات ، ولا متطيبات : لقوله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ، وليخرجن تفلات .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية