الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : والضرب الثاني : أن يتمسك فيما ابتدعه بتأويل فهو على ضربين :

                                                                                                                                            أحدهما : أن يخالف به الإجماع من أحد الوجهين : إما أن يدفع ما اعتقده الإجماع ، وإما أن يدفع بمعتقده الإجماع .

                                                                                                                                            فإن دفع بمعتقده الإجماع ، فلا يخلو أن يكون إجماع الصحابة أو إجماع غيرهم .

                                                                                                                                            فإن خالف به إجماع الصحابة ، ضل به ، وحكم بفسقه ورد شهادته لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " .

                                                                                                                                            وقال صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار " .

                                                                                                                                            وإن خالف به إجماع غير الصحابة ، فإن كان ممن يقول إن الإجماع هو إجماع الصحابة دون غيرهم ، ويعتقد استحالة إجماع غيرهم ، لتباعد أعصارهم ، كان على عدالته وقبول شهادته .

                                                                                                                                            وإن كان ممن يقول بإجماع كل عصر فسق بمخالفة الإجماع ، وردت شهادته .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية