الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              [ ص: 584 ] 1184 - حدثنا محمد بن إسماعيل الأحمسي ، ثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي ، ح وثنا أبو عمار ، نا الفضل بن موسى جميعا عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقوم حتى ترم قدماه ، فقيل له : أي رسول الله أتصنع هذا وقد جاءك من الله أن قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : " أفلا أكون عبدا شكورا " . هذا لفظ المحاربي .

              قال أبو بكر : " في هذا دلالة على أن الشكر لله عز وجل قد يكون بالعمل له ؛ لأن الشكر كله لله ، وقد يكون باللسان قال الله اعملوا آل داود شكرا [ سبأ : 13 ] . فأمرهم جل وعلا أن يعملوا له شكرا ، فالشكر قد يكون بالقول والعمل جميعا ، لا على ما يتوهم العامة أن الشكر إنما يكون باللسان فقط ، وقوله : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر من الجنس الذي أقول إنه جائز في اللغة أن يقال : يكون في معنى كان ؛ لأن الله إنما قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : إنا فتحنا لك فتحا مبينا [ الفتح : 1 ] . وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم : قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم على القائل ، ولم يقل أيضا : وعدني أن يغفر ؛ لأنه قد غفر " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية