الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1289 - أخبرنا أبو طاهر ، نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ، نا أبو معمر ، نا عبد الوارث ، نا حسين المعلم ، عن عبد الله بن بريدة ، عن عبد الله المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " صلوا قبل المغرب ركعتين " ، ثم قال : " صلوا قبل المغرب ركعتين " ، ثم قال عند الثالثة : " لمن شاء " خشي أن يحسبها الناس سنة قال أبو بكر : " هذا اللفظ من أمر المباح إذ لو لم يكن من أمر المباح لكان [ ص: 636 ] أقل الأمر أن يكون سنة إن لم يكن فرضا ، ولكنه أمر إباحة ، وقد كنت أعلمت في غير موضع من كتبنا أن لأمر الإباحة علامة متى زجر عن فعل ، ثم أمر بفعل ما قد زجر عنه ، كان ذلك الأمر أمر إباحة ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد كان زاجرا عن الصلاة بعد العصر حتى مغرب الشمس على المعنى الذي بينت ، فلما أمر بالصلاة بعد غروب الشمس صلاة تطوع كان ذلك أمر إباحة ، وأمر الله جل وعلا بالاصطياد عند الإحلال من الإحرام أمر إباحة ، إذ كان اصطياد صيد البر في الإحرام منهيا عنه ، لقوله جل وعلا : غير محلي الصيد وأنتم حرم [ المائدة : 1 ] . وبقوله : وحرم عليكم صيد البر ما دمتم حرما [ المائدة : 96 ] . وبقوله : لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم [ المائدة : 95 ] . فلما أمر بعد الإحلال باصطياد صيد البر كان ذلك الأمر أمر إباحة ، قد بينت هذا الجنس في كتاب معاني القرآن " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية