الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب متابعة الإمام والعمل بعده

                                                                                                                474 حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو إسحق قال ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي إسحق عن عبد الله بن يزيد قال حدثني البراء وهو غير كذوب أنهم كانوا يصلون خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدا يحني ظهره حتى يضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جبهته على الأرض ثم يخر من وراءه سجدا

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد قال : حدثني البراء وهو غير كذوب ، أنهم كانوا يصلون خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا رفع رأسه من الركوع لم أر أحدا يحني ظهره حتى يضع النبي - صلى الله عليه وسلم - جبهته على الأرض ثم يخر من وراءه سجدا ) قال يحيى بن معين : القائل : ( وهو غير كذوب ) هو [ ص: 143 ] أبو إسحاق قال : ومراده أن عبد الله بن يزيد غير كذوب وليس المراد البراء غير كذوب ؛ لأن البراء صحابي لا يحتاج إلى تزكية ، ولا يحسن فيه هذا القول .

                                                                                                                وهذا الذي قاله ابن معين خطأ عند العلماء ، بل الصواب أن القائل ( وهو غير كذوب ) هو عبد الله بن يزيد ، ومراده أن البراء غير كذوب ، ومعناه تقوية الحديث وتفخيمه والمبالغة في تمكينه من النفس لا التزكية التي تكون في مشكوك فيه ، ونظيره قول ابن عباس - رضي الله عنه - حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الصادق المصدوق ، وعن أبي هريرة مثله ، وفي صحيح مسلم عن أبي مسلم الخولاني حدثني الحبيب الأمين عوف بن مالك الأشجعي ، ونظائره كثيرة ، فمعنى الكلام حدثني البراء وهو غير متهم كما علمتم فثقوا بما أخبركم عنه . قالوا : وقول ابن معين أن البراء صحابي فينزه عن هذا الكلام لا وجه له لأن عبد الله بن يزيد صحابي أيضا معدود في الصحابة ، وفي هذا الحديث هذا الأدب من آداب الصلاة وهو أن السنة ألا ينحني المأموم للسجود حتى يضع الإمام جبهته على الأرض إلا أن يعلم من حاله أنه لو أخر إلى هذا الحد لرفع الإمام من السجود قبل سجوده . قال أصحابنا رحمهم الله تعالى : في هذا الحديث وغيره ما يقتضي مجموعه أن السنة للمأموم التأخر عن الإمام قليلا بحيث يشرع في الركن بعد شروعه وقبل فراغه منه . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية