الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                590 وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول قولوا اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات قال مسلم بن الحجاج بلغني أن طاوسا قال لابنه أدعوت بها في صلاتك فقال لا قال أعد صلاتك لأن طاوسا رواه عن ثلاثة أو أربعة أو كما قال

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن ، وإن طاوسا - رحمه الله تعالى - أمر ابنه حين لم يدع بهذا الدعاء فيها بإعادة الصلاة ) هذا كله يدل على تأكيد هذا الدعاء والتعوذ والحث الشديد عليه ، وظاهر كلام طاوس - رحمه الله تعالى - أنه حمل الأمر به على الوجوب ، فأوجب إعادة الصلاة لفواته . وجمهور العلماء على أنه مستحب ليس بواجب ، ولعل طاوسا أراد تأديب ابنه وتأكيد هذا الدعاء عنده ، لا أنه يعتقد وجوبه . والله أعلم .

                                                                                                                قال القاضي عياض - رحمه الله تعالى - : ودعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، واستعاذته من هذه الأمور التي قد عوفي منها ، وعصم إنما فعله ليلتزم خوف الله تعالى وإعظامه والافتقار إليه ولتقتدي به أمته ، وليبين لهم صفة الدعاء والمهم منه . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية