الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                611 أخبرنا يحيى بن يحيى التميمي قال قرأت على مالك عن ابن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر الصلاة يوما فدخل عليه عروة بن الزبير فأخبره أن المغيرة بن شعبة أخر الصلاة يوما وهو بالكوفة فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال ما هذا يا مغيرة أليس قد علمت أن جبريل نزل فصلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال بهذا أمرت فقال عمر لعروة انظر ما تحدث يا عروة أو إن جبريل عليه السلام هو أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة فقال عروة كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه قال عروة ولقد حدثتني عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصل العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( بهذا أمرت ) روي بضم التاء وفتحها وهما ظاهران .

                                                                                                                قوله : ( أوإن جبريل ) هو بفتح الواو وكسر الهمزة .

                                                                                                                قوله : ( أخر عمر بن عبد العزيز العصر فأنكر عليه عروة ، وأخرها المغيرة فأنكر عليه أبو مسعود الأنصاري ، واحتجا بإمامة جبريل - عليه السلام ) أما تأخيرهما فلكونهما لم يبلغهما الحديث ، أو أنهما كانا يريان جواز التأخير ما لم يخرج الوقت كما هو مذهبنا ومذهب الجمهور .

                                                                                                                وأما احتجاج أبي مسعود وعروة بالحديث فقد يقال : قد ثبت في الحديث في سنن أبي داود والترمذي وغيرهما من رواية ابن [ ص: 254 ] عباس وغيره في إمامة جبريل - صلى الله عليه وسلم - أنه صلى الصلوات الخمس مرتين في يومين ، فصلى الخمس في اليوم الأول في أول الوقت ، وفي اليوم الثاني في آخر وقت الاختيار ، وإذا كان كذلك فكيف يتوجه الاستدلال بالحديث؟ وجوابه أنه يحتمل أنهما أخرا العصر عن الوقت الثاني ، وهو مصير ظل كل شيء مثليه . والله أعلم .

                                                                                                                قوله : ( كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن تظهر ) وفي رواية : ( يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم يفئ الفيء بعد ) . وفي رواية ( والشمس واقعة في حجرتي ) معناه كله : التبكير بالعصر في أول وقتها وهو حين يصير ظل كل شيء مثله ، وكانت الحجرة ضيقة العرصة ، قصيرة الجدار بحيث يكون طول جدارها أقل من مساحة العرصة بشيء يسير ، فإذا صار ظل الجدار مثله دخل وقت العصر ، وتكون الشمس بعد في أواخر العرصة لم يقع الفيء في الجدار الشرقي . وكل الروايات محمولة على ما ذكرناه . وبالله التوفيق .




                                                                                                                الخدمات العلمية