الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                مسألة

                                                                                                                التقوى من الوقاية ; لأن طاعة الله تقي عذابه كاتقاء السهم بالترس ، والتقي جمعه تقاة ، واختلف العلماء في حقيقتها شرعا ، فقال أهل الحق : هي اجتناب الكبائر والصغائر ; لأن في الجميع عقوبة ، وقالت المعتزلة : هي اجتناب الكبائر فقط ، لقوله تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) ، وإذا كانت الكبائر يقينا اجتنابها عذاب الصغائر لم يكن اجتناب الصغيرة تقوى ; لأنه لا يحسن فيمن بينه وبين السهام جدار أن يقال : اتقى السهام بترسه ، وجوابه : أن الصغيرة فيها التعزير ، والذم عاجلا ، والعقوبة آجلا ، فاجتناب الكبيرة إنما يقي العقوبة الآجلة ، وبقي التعزير والذم فيدفعان باجتناب الصغيرة ، فصح أن اجتنابها تقوى شرعية ، ودل على هذا أيضا قوله عليه السلام : " أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وأن تذكر المقابر والبلا " .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية