الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                810 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن أبي بن كعب قال قال رسول الله يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب في صدري وقال والله ليهنك العلم أبا المنذر

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله : ( عن أبي السليل ) هو بفتح السين المهملة ، واسمه ( ضريب بن نقير ) بالتصغير فيهما ( ونقير ) بالقاف ، وقيل : بالفاء ، وقيل : نفيل بالفاء واللام .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم : ( لأبي بن كعب ليهنك العلم أبا المنذر ) فيه منقبة عظيمة لأبي ودليل على كثرة علمه . وفيه تبجيل العالم فضلاء أصحابه وتكنيتهم ، وجواز مدح الإنسان في وجهه إذا كان فيه مصلحة ، ولم يخف عليه إعجاب ونحوه ؛ لكمال نفسه ورسوخه في التقوى .

                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم : ( أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قلت : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) قال القاضي عياض : فيه حجة للقول بجواز تفضيل بعض القرآن على بعض ، وتفضيله على سائر كتب الله تعالى . قال : وفيه خلاف للعلماء فمنع منه أبو الحسن الأشعري وأبو بكر الباقلاني وجماعة من الفقهاء والعلماء ؛ لأن تفضيل بعضه يقتضي نقص المفضول ، وليس في كلام الله نقص به ، وتأول هؤلاء ما ورد من إطلاق أعظم وأفضل في بعض الآيات والسور بمعنى عظيم وفاضل ، وأجاز ذلك إسحاق بن راهويه وغيره من العلماء والمتكلمين ، قالوا : وهو راجع إلى عظم أجر قارئ ذلك وجزيل ثوابه ، والمختار جواز قول هذه الآية أو السورة أعظم أو أفضل ، بمعنى أن الثواب المتعلق بها أكثر وهو معنى الحديث ، والله أعلم .

                                                                                                                قال العلماء : إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من الإلهية الوحدانية والحياة والعلم والملك والقدرة والإرادة ، وهذه السبعة أصول الأسماء والصفات . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية