الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

قال صاحب " المنازل " :

الدرجة الثانية : الخجل من العمل مع بذل المجهود ، وتوفير الجهد بالاحتماء من الشهود ، ورؤية العمل في نور التوفيق من عين الجود .

هذه ثلاثة أمور " خجله " من عمله ، وهو شدة حيائه من الله ؛ إذ لم ير ذلك العمل صالحا له ، مع بذل مجهوده فيه . قال تعالى : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون ) .

قال النبي صلى الله عليه وسلم : هو الرجل يصوم ، ويصلي ، ويتصدق ، ويخاف أن لا يقبل منه .

وقال بعضهم : إني لأصلي ركعتين فأقوم عنهما بمنزلة السارق أو الزاني ، الذي يراه الناس ، حياء من الله عز وجل .

[ ص: 96 ] فالمؤمن : جمع إحسانا في مخافة وسوء ظن بنفسه . والمغرور : حسن الظن بنفسه مع إساءته .

الثاني : توفير الجهد باحتمائه من الشهود ، أي يأتي بجهد الطاقة في تصحيح العمل ، محتميا عن شهوده منك وبك .

الثالث : أن تحتمي بنور التوفيق الذي ينور الله به بصيرة العبد . فترى في ضوء ذلك النور أن عملك من عين جوده لا بك ، ولا منك .

فقد اشتملت هذه الدرجة على خمسة أشياء : عمل ، واجتهاد فيه ، وخجل ، وحياء من الله عز وجل ، وصيانة عن شهوده منك ، ورؤيته من عين جود الله سبحانه ومنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية