الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولا تهنوا في ابتغاء القوم إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليما حكيما

                                                                                                                                                                                                ولا تهنوا : ولا تضعفوا ولا تتوانوا في ابتغاء القوم : في طلب الكفار بالقتال والتعرض به لهم ، ثم ألزمهم الحجة بقوله : إن تكونوا تألمون أي : ليس ما تكابدون من [ ص: 145 ] الألم بالجرح والقتل مختصا بكم ، إنما هو أمر مشترك بينكم وبينهم ويصيبهم كما يصيبكم ، ثم إنهم يصبرون عليه ويتشجعون . فما لكم لا تصبرون مثل صبرهم ، مع أنكم أولى منهم بالصبر لأنكم ترجون من الله ما لا يرجون من إظهار دينكم على سائر الأديان ، ومن الثواب العظيم في الآخرة وقرأ الأعرج : "أن تكونوا تألمون" ، بفتح الهمزة ، بمعنى : ولا تهنوا لأن تكونوا تألمون ، وقوله : فإنهم يألمون كما تألمون تعليل : وقرئ : "فإنهم ييلمون كما تيلمون" ، وروي أن هذا في بدر الصغرى ، كان بهم فتواكلوا وكان الله عليما حكيما : لا يكلفكم شيئا ولا يأمركم ولا ينهاكم إلا لما هو عالم به مما يصلحكم .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية