الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا إبراهيم بن عبد الله ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا محمد بن موسى المخزومي الفطري ، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك ، قال : تزوج أبو طلحة أم سليم وكان صداق ما بينهما الإسلام ، أسلمت أم سليم قبل أبي طلحة فخطبها ، فقالت : إني أسلمت فإن أسلمت نكحتك ، فأسلم فكان صداق ما بينهما الإسلام .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، ثنا جعفر بن سليمان ، عن ثابت ، عن أنس قال : خطب أبو طلحة أم سليم قبل أن يسلم ، فقالت : أما إني فيك لراغبة وما مثلك يرد ، ولكنك رجل كافر وأنا امرأة مسلمة فإن تسلم فذلك مهري لا أسألك غيره ، فأسلم أبو طلحة فتزوجها .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا سليمان بن المغيرة ، وحماد بن سلمة ، وجعفر بن سليمان كلهم ، عن ثابت البناني ، عن أنس ، قال أبو داود : وحدثناه شيخ سمعه من النضر بن أنس - وقد دخل حديث بعضهم في بعض - قال : جاء أبو طلحة فخطب أم سليم وكلمها ذلك ، فقالت : يا أبا طلحة ما مثلك يرد ولكنك امرؤ كافر وأنا امرأة مسلمة لا تصلح لي أن أتزوجك ، فقال : ما ذاك دهرك ، قالت : وما دهري ، قال : الصفراء والبيضاء ، [ ص: 60 ] قالت : فإني لا أريد صفراء ولا بيضاء أريد منك الإسلام ، قال : فمن لي بذلك ؟ قالت : لك بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق أبو طلحة يريد النبي صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في أصحابه ، فلما رآه قال : " جاءكم أبو طلحة غرة الإسلام بين عينيه " فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما قالت أم سليم : فتزوجها على ذلك . قال ثابت : فما بلغنا أن مهرا كان أعظم منه ، إنها رضيت بالإسلام مهرا فتزوجها ، وكانت امرأة مليحة العينين فيها صفر .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا الحسين بن محمد الحراني ، ثنا أحمد بن سنان ، ثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا حماد ، عن ثابت ، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس أن أبا طلحة خطب أم سليم ، فقالت : يا أبا طلحة ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد خشبة ينبت من الأرض نجرها حبشي بن فلان ؟ قال : بلى ، قالت : أفلا تستحي أن تعبد خشبة من نبات الأرض نجرها حبشي بن فلان ، إن أنت أسلمت لم أرد منك من الصداق غيره ، قال : لا حتى أنظر في أمري . فذهب ثم جاء فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، قالت : يا أنس زوج أبا طلحة .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية