الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              حدثنا فاروق الخطابي ، ثنا أبو مسلم الكشي ، ثنا حجاج بن المنهال ، ثنا حماد ، عن ثابت أن أم سليم كانت مع أبي طلحة يوم حنين ومعها خنجر ، فقال لها أبو طلحة : ما هذا يا أم سليم ؟ قالت : اتخذته إن دنا مني بعض المشركين بعجته به ، فقال أبو طلحة : يا رسول الله أما تسمع ما تقول أم سليم ، تقول : كذا وكذا ، قال : " يا أم سليم إن الله عز وجل قد كفى وأحسن " .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود ، ثنا حماد ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس ، قال : رأى أبو طلحة يوم حنين على أم سليم خنجرا ، فقال : ما تصنعين بهذا ؟ قالت : أريد إن دنا أحد من المشركين أن أبعج بطنه ، فذكر ذلك أبو طلحة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " يا أم سليم إن الله تعالى قد كفى وأحسن " .

              حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن حمزة ، ثنا علي بن علي بن المثنى ، ثنا [ ص: 61 ] جعفر بن مهران ، ثنا عبد الوارث ، عن عبد العزيز ، عن أنس بن مالك ، قال : لما كان يوم أحد رأيت عائشة وأم سليم وإنهما مشمرتان أرى خدم سوقهما ينقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم ، وترجعان فتملآنها ثم تجيئان فتفرغان في أفواه القوم .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا يحيى بن محمد بن السكن ، ثنا حيان ، ثنا همام ، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يدخل بيتا بالمدينة غير بيت أم سليم إلا على أزواجه ، فقيل له : فقال : " إني أرحمها قتل أخوها معي " .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا عمر بن حفص ، ثنا عاصم بن علي ، ثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقال - أي نام القيلولة عندنا - فعرق وجاءت أم سليم بقارورة تسلت العرق فيها ، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم . فقال : " يا أم سليم ما الذي تصنعين ؟ " ، قالت : هذا عرقك نجعله في طيبنا وهو أطيب الطيب .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية