الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 5707 ) فصل : ويقسم المريض والمجبوب والعنين والخنثى والخصي . وبذلك قال الثوري ، والشافعي ، وأصحاب الرأي ; لأن القسم للأنس ، وذلك حاصل ممن لا يطأ . وقد روت عائشة ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان في مرضه ، جعل يدور في نسائه ، ويقول : أين أنا غدا ؟ أين أنا غدا ؟ } . رواه البخاري . فإن شق عليه ذلك ، استأذنهن في الكون عند إحداهن ، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم قالت عائشة { إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى النساء فاجتمعن ، قال : إني لا أستطيع أن أدور بينكن ، فإن رأيتن أن تأذن لي ، فأكون عند عائشة ، فعلتن . فأذن له } . رواه أبو داود . فإن لم يأذن له ، أقام عند إحداهن بالقرعة أو اعتزلهن جميعا إن أحب .

                                                                                                                                            فإن كان الزوج مجنونا لا يخاف منه ، طاف به الولي عليهن ، وإن كان يخاف منه ، فلا قسم عليه ; لأنه لا يحصل منه أنس ولا فائدة . وإن لم يعدل الولي في القسم بينهن ، ثم أفاق المجنون ، فعليه أن يقضي للمظلومة ; لأنه حق ثبت في ذمته ، فلزمه إيفاؤه حال الإفاقة كالمال .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية