الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                1896 وحدثنا زهير بن حرب حدثنا إسمعيل ابن علية عن علي بن المبارك حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سعيد مولى المهري عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى بني لحيان من هذيل فقال لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما وحدثنيه إسحق بن منصور أخبرنا عبد الصمد يعني ابن عبد الوارث قال سمعت أبي يحدث حدثنا الحسين عن يحيى حدثني أبو سعيد مولى المهري حدثني أبو سعيد الخدري أن رسول الله بعث بعثا بمعناه وحدثني إسحق بن منصور أخبرنا عبيد الله يعني ابن موسى عن شيبان عن يحيى بهذا الإسناد مثله [ ص: 37 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 37 ] قوله : ( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى بني لحيان من هذيل فقال : لينبعث من كل رجلين أحدهما والأجر بينهما ) أما ( بنو لحيان ) فبكسر اللام وفتحها ، والكسر أشهر ، وقد اتفق العلماء على أن بني لحيان كانوا في ذلك الوقت كفارا ، فبعث إليهم بعثا يغزونهم ، وقال لذلك البعث : ليخرج من كل قبيلة نصف عددها ، وهو المراد بقوله : من كل رجلين أحدهما . وأما كون الأجر بينهما ، فهو محمول على ما إذا خلف المقيم الغازي في أهله بخير كما شرحناه قريبا ، وكما صرح به في باقي الأحاديث .

                                                                                                                قوله : في إسناد هذا الحديث : ( أبو سعيد مولى المهري ) هو بالراء ، واسمه : سالم بن عبد الله أبو عبد الله النصري - بالنون - المدني ، مولى شداد بن الهادي ، ويقال : مولى مالك بن أوس بن الحدثان ، ويقال : مولى دوس ، ويقال له : سالم سبلات ، بالسين المهملة والباء الموحدة المفتوحتين ، وهو سالم البرد بالراء وآخره دال ، وهو سالم مولى النصريين بالنون ، وهو أبو عبد الله مولى شداد ، وهو سالم أبو عبد الله المديني ، وهو سالم مولى مالك بن أوس ، وهو سالم مولى المهربين ، وهو سالم مولى دوس ، وهو سالم أبو عبد الله الدوسي . ولسالم هذا نظائر في هذا ، وهو أن يكون للإنسان أسماء أو صفات وتعريفات يعرفه كل إنسان بواحد منها ، وصنف الحافظ عبد الغني بن سعيد المصري في هذا كتابا حسنا وصنف فيه غيره .




                                                                                                                الخدمات العلمية