الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
الباب الثالث .

في اختلاف المتبايعين في السلم .

والمتبايعان في السلم إما أن يختلفا في قدر الثمن ، أو المثمون ، وإما في جنسهما ، وإما في الأجل ، وإما في مكان قبض السلم .

فأما اختلافهم في قدر المسلم فيه : فالقول فيه قول المسلم إليه إن أتى بما يشبه ، وإلا فالقول أيضا قول المسلم إن أتى أيضا بما يشبه ، فإن أتيا بما لا يشبه فالقياس أن يتحالفا ويتفاسخا .

وأما اختلافهم في جنس المسلم فيه : فالحكم في ذلك التحالف والتفاسخ ، مثل أن يقول أحدهما : أسلمت في تمر ، ويقول الآخر : في قمح .

وأما اختلافهم في الأجل : فإن كان في حلوله ، فالقول قول المسلم إليه ، وإن كان في قدره فالقول أيضا قول المسلم إليه ، إلا أن يأتي بما لا يشبه ، مثل أن يدعي المسلم وقت إبان المسلم فيه ، ويدعي المسلم إليه غير ذلك الوقت ، فالقول قول المسلم .

وأما اختلافهم في موضع القبض : فالمشهور أن من ادعى موضع عقد السلم ، فالقول قوله ، وإن لم يدعه واحد منهما فالقول قول المسلم إليه . وخالف سحنون في الوجه الأول فقال : القول قول المسلم إليه وإن ادعى القبض في موضع العقد . وخالف أبو الفرج في الموضع الثاني ، فقال : إذا لم يدع واحد منهما موضع العقد تحالفا وتفاسخا .

وأما اختلافهم في الثمن : فحكمه حكم اختلاف المتبايعين قبل القبض ، وقد تقدم ذلك .

التالي السابق


الخدمات العلمية