الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2143 حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه وأغيظه عليه رجل كان يسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( أغيظ رجل على الله وأغيظه عليه ) فهكذا وقع في جميع النسخ بتكرير ( أغيظ ) . قال القاضي : ليس تكريره وجه الكلام . قال : وفيه وهم من بعض الرواة بتكريره أو تغييره . قال : وقال بعض الشيوخ : لعل أحدهما أغنط بالنون والطاء المهملة أي أشده عليه ، والغنط شدة الكرب . قال الماوردي : أغيظ هنا مصروف عن ظاهره ، والله سبحانه وتعالى لا يوصف بالغيظ ، فيتأول هنا الغيظ على الغضب ، وسبق شرح معنى الغضب والرحمة في حق الله سبحانه وتعالى ، والله أعلم .

                                                                                                                وأما قوله : ( قال سفيان : مثل شاهان شاه ) فكذا هو في جميع النسخ قال القاضي : وقع في رواية : ( شاه شاه ) قال : وزعم بعضهم أن الأصوب شاه شاهان ، وكذا جاء في بعض الأخبار في كسرى قالوا : وشاه الملك ، وشاهان الملوك ، وكذا يقولون لقاضي القضاة : ( موبذ موبذان ) قال القاضي : ولا ينكر صحة ما جاءت به الرجال ؛ لأن كلام العجم مبني على التقديم والتأخير في المضاف والمضاف إليه ، فيقولون في غلام زيد : زيد غلام ، فهكذا أكثر كلامهم . فرواية مسلم صحيحة ، وأعلم أن التسمي بهذا الاسم حرام ، وكذلك التسمي بأسماء الله تعالى المختصة به كالرحمن ، والقدوس ، والمهيمن ، وخالق الخلق ، ونحوها .

                                                                                                                وأما قوله : ( قال أحمد بن حنبل : سألت أبا عمرو ) ، فأبو عمرو هذا هو إسحاق بن مرار بكسر [ ص: 302 ] الميم على وزن قتال ، وقيل : مرار بفتحها وتشديد الراء كعمار ، وقيل : بفتحها وتخفيف الراء كغزال ، وهو أبو عمرو اللغوي النحوي المشهور ، وليس بأبي عمرو الشيباني ، ذاك تابعي توفي قبل ولادة أحمد بن حنبل ، والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية