الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2121 حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إياكم والجلوس بالطرقات قالوا يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه قالوا وما حقه قال غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حدثنا يحيى بن يحيى حدثنا عبد العزيز بن محمد المدني ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا ابن أبي فديك عن هشام يعني ابن سعد كلاهما عن زيد بن أسلم بهذا الإسناد

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قد سبق شرح هذا الحديث ، والمقصود منه أنه يكره الجلوس على الطرقات للحديث ونحوه ، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى علة النهي من التعرض للفتن والإثم بمرور النساء وغيرهن ، وقد يمتد نظر إليهن أو فكر فيهن أو ظن سوء فيهن أو في غيرهن من المارين ، ومن أذى الناس باحتقار من يمر ، أو غيبة أو غيرها ، أو إهمال رد السلام في بعض الأوقات ، أو إهمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونحو ذلك من الأسباب التي لو خلا في بيته سلم منها . ويدخل في الأذى أن يضيق الطريق على المارين ، أو يمتنع النساء ونحوهن من الخروج في أشغالهن بسبب قعود القاعدين في الطريق ، أويجلس بقرب باب دار إنسان يتأذى بذلك ، أو حيث يكشف من أحوال الناس الناس شيئا يكرهونه .

                                                                                                                وأما حسن الكلام فيدخل فيه حسن كلامهم في حديثهم بعضهم لبعض ، فلا يكون فيه غيبة ، ولا نميمة ، ولا كذب ، ولا كلام ينقص المروءة ، ونحو ذلك من الكلام المذموم ، ويدخل فيه كلامهم للمار من رد السلام ، ولطف جوابهم له ، وهدايته للطريق ، وإرشاده لمصلحته ، ونحو ذلك .




                                                                                                                الخدمات العلمية