الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7704 ) فصل : قال أحمد ، في الرجل له المرأة النصرانية : لا يأذن لها أن تخرج إلى عيد ، أو تذهب إلى بيعة ، وله أن يمنعها ذلك .

                                                                                                                                            وكذلك في الأمة . قيل له : وأله أن يمنعها شرب الخمر ؟ قال : يأمرها ، فإن لم تقبل فليس له منعها . قيل له : فإن طلبت منه أن يشتري لها زنارا ؟ قال : لا يشتري زنارا ، وتخرج هي تشتري لنفسها . وسئل عن الذمي يعامل بالربا ، ويبيع الخمر والخنزير ، ثم يسلم ، وذلك المال في يده ، فقال : لا يلزمه أن يخرج منه شيئا ; لأن ذلك مضي حال كفره ، فأشبه نكاحهم في الكفر إذا أسلم .

                                                                                                                                            وسئل عن المجوسيين يجعلان ولدهما مسلما ، فيموت وهو ابن خمس سنين ؟ فقال : يدفن في مقابر المسلمين ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه } . يعني أن هذين لم يمجساه ، فيبقى على الفطرة . وسئل أبو عبد الله عن أولاد المشركين ؟ فقال : أذهب إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم : { الله أعلم بما كانوا عاملين } . قال : وكان ابن عباس يقول : " فأبواه يهودانه وينصرانه " حتى سمع : " الله أعلم بما كانوا عاملين " . فترك قوله . وسأله ابن الشافعي ، فقال : يا أبا عبد الله ذراري المشركين أو المسلمين ؟ فقال : هذه مسائل أهل الزيغ .

                                                                                                                                            وقال أبو عبد الله : سأل بشر بن السري سفيان الثوري ، عن أطفال المشركين ، فصاح به ، وقال : يا صبي ، أنت تسأل عن هذا ؟ قال أحمد : ونحن نمر هذه الأحاديث على ما جاءت ، ولا نقول شيئا . وسئل عن أطفال المسلمين ، فقال : ليس فيه اختلاف أنهم في الجنة .

                                                                                                                                            وذكروا له حديث عائشة ، الذي قالت فيه : عصفور من عصافير الجنة . فقال : وهذا حديث ، وذكر فيه رجلا ضعفه طلحة . وسئل عن الرجل يسلم بشرط أن لا يصلي إلا صلاتين ؟ فقال : يصح إسلامه ، ويؤخذ بالخمس . وقال : معنى حديث حكيم بن حزام : { بايعت النبي صلى الله عليه وسلم على أن لا أخر إلا قائما } . أنه لا يركع في الصلاة ، بل يقرأ ثم يسجد من غير ركوع .

                                                                                                                                            قال : وحديث قتادة عن نصر بن عاصم ، { أن رجلا منهم بايع النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي طرفي النهار } .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية