الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            . ( 8652 ) فصل : ولو وكل أحد الشريكين شريكه في عتق نصيبه ، فقال الوكيل : نصيبي حر . عتق ، وسرى إلى نصيب شريكه ، يكون الولاء له . وإن أعتق نصيب الموكل ، عتق ، وسرى إلى نصيبه ، والولاء للموكل . وإن أعتق نصف العبد ، ولم ينو شيئا ، احتمل أن ينصرف إلى نصيبه ; لأنه لا يحتاج إلى نية ، ونصيب شريكه يفتقر إلى النية ، ولم ينو ذلك . واحتمل أن ينصرف إلى نصيب شريكه ; لأنه أمره بالإعتاق ، فانصرف إلى ما أمر به . ويحتمل أن ينصرف إليهما ; لأنهما تساويا ، فانصرف إليهما ، وأيهما حكمنا بالعتق عليه ، ضمن نصيب شريكه . ويحتمل أن لا يضمن ; لأن الوكيل إن أعتق نصيبه ، فسرى إلى نصيب شريكه ، لم يضمنه ، لأنه مأذون له في العتق ، وقد أعتق بالسراية ، فلم يضمن ، كمن أذن له في إتلاف شيء ، فإنه لا يضمنه وإن أتلفه بالسراية .

                                                                                                                                            وإذا أعتق نصيب شريكه ، لم يلزم شريكه الضمان ; لأنه مباشر لسبب الإتلاف ، فلم يجب له ضمان ما تلف به كما لو قال له أجنبي : أعتق عبدك . فأعتقه . والله أعلم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية