الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                2898 حدثني حرملة بن يحيى التجيبي حدثنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح أن عبد الكريم بن الحارث حدثه أن المستورد القرشي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة والروم أكثر الناس قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال ما هذه الأحاديث التي تذكر عنك أنك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له المستورد قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال عمرو لئن قلت ذلك إنهم لأحلم الناس عند فتنة وأجبر الناس عند مصيبة وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم [ ص: 347 ]

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                [ ص: 347 ] قوله : ( حدثني أبو شريح أن عبد الكريم بن الحارث حدثه أن المستورد بن شداد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : تقوم الساعة والروم أكثر الناس ) هذا الحديث مما استدركه الدارقطني على مسلم وقال : عبد الكريم لم يدرك المستورد ، فالحديث مرسل . قلت : لا استدراك على مسلم في هذا ; لأنه ذكر الحديث محذوفه في الطريق الأول من رواية علي بن رباح عن أبيه عن المستورد متصلا ، وإنما ذكر الثاني متابعة ، وقد سبق أنه يحتمل في المتابعة ما لا يحتمل في الأصول ، وسبق أيضا أن مذهب الشافعي والمحققين أن الحديث المرسل إذا روي من جهة أخرى متصلا احتج به ، وكان صحيحا ، وتبينا برواية الاتصال صحة رواية الإرسال ، ويكونان صحيحين بحيث لو عارضهما صحيح جاء من طريق واحد وتعذر الجمع ، قدمناهما عليه .

                                                                                                                [ ص: 348 ] قوله في هذه الرواية : ( وأجبر الناس عند مصيبة ) هكذا في معظم الأصول : ( وأجبر ) بالجيم ، وكذا نقله القاضي عن رواية الجمهور ، وفي رواية بعضهم ( وأصبر ) بالصاد . قال القاضي : والأول أولى لمطابقة الرواية الأخرى : ( وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة . وهذا بمعنى أجبر . وفي بعض النسخ : ( أخبر ) بالخاء المعجمة ، ولعل معناه أخبرهم بعلاجها والخروج منها .




                                                                                                                الخدمات العلمية