الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              قال الشيخ رحمه الله : وكان - رضي الله عنه - يتوصل بعز الوفاء ، إلى أسنى مواقف الصفاء . وقد قيل : إن التصوف تفرد العبد بالصمد الفرد .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، أخبرني عروة بن الزبير ، أن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : لما أنفذت قريش جوار ابن الدغنة قالوا له : مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ، وليصل فيها ما شاء ، وليقرأ ما شاء ، ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة في غير داره . قال : ففعل أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره . فكان يصلي فيه ويقرأ . فتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يتعجبون [ ص: 30 ] منه ، وينظرون إليه . وكان أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن ، فأفزع ذلك أشراف قريش ، فأرسلوا إلى ابن الدغنة ، فقدم عليهم ، فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : يا أبا بكر ، قد علمت الذي عقدت لك عليه ، فإما أن تقتصر على ذلك ، وإما أن ترجع إلي ذمتي ، فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له . فقال أبو بكر : فإني أرد إليك جوارك ، وأرضى بجوار الله ورسوله ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ بمكة .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي ، ثنا عبد الله بن إدريس الأودي ، وحدثنا الحسين بن محمد ، ثنا الحسن ، ثنا حميد ، ثنا جرير ، ثنا أبو إسحاق الشيباني ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن الأسود بن هلال ، قال : قال أبو بكر - رضي الله تعالى عنه - لأصحابه : ما تقولون في هاتين الآيتين ؟ ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) و ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) ، قال : ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فلم يدينوا ، ( ولم يلبسوا إيمانهم بظلم ) بخطيئة . قال : لقد حملتموها على غير المحمل ، ثم قال : ( قالوا ربنا الله ثم استقاموا ) فلم يلتفتوا إلى إله غيره ، ( ولم يلبسوا إيمانهم ) بشرك .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية