الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              آثاره في التفسير

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا يزيد بن خالد ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قرئت عند النبي صلى الله عليه وسلم : ( يا أيتها النفس المطمئنة ) فقال أبو بكر رضي الله تعالى عنه : إن هذا لحسن . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أما إن ملك [ ص: 284 ] الموت ليقولها لك عند الموت " .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني الوليد بن شجاع ، ثنا عمار بن محمد ، ثنا الأعمش ح وحدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا عبد الله بن إدريس ، ثنا مالك بن مغول ، قالا : ثنا الربيع بن أبي راشد ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( ياعبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة ) قال : إذا عمل في أرض بالمعاصي فاخرجوا .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، ثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني علي بن جعفر بن زياد الأحمر ، ثنا كادح بن جعفر ، عن ابن لهيعة ، عن عطاء بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، في قوله عز وجل : ( فاذكروني أذكركم ) قال : اذكروني بطاعتي ، أذكركم بمغفرتي .

              حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا علي ، ثنا كادح ، عن ابن لهيعة ، عن عطاء ، عن سعيد ، في قوله تعالى : ( وتخر الجبال هدا ) قال : تتابع بعضها على بعض .

              حدثنا أحمد ، ثنا عبد الله ، ثنا محمد بن جعفر الوركاني ، ثنا شريك ، عن سالم ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( أولي الأيدي والأبصار ) قال : الأيدي القوة في العمل ، والبصر فيما هم فيه من أمر دينهم .

              وبإسناده عن سالم ، عن سعيد ، في قوله تعالى : ( لا يصدعون عنها ولا ينزفون ) قال : لا تصدع رءوسهم ، ولا تنزف عقولهم .

              وبه عن سعيد ، في قوله تعالى : ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة ) قال : يعطون ما يعطون وقلوبهم وجلة ، يخافون ما بين أيديهم من الموقف والحساب .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أسباط ، عن عطاء ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( ونكتب ما قدموا وآثارهم ) قال :ما سنوا .

              حدثنا عبد الله ، ثنا محمد ، ثنا أبو بكر ، ثنا يحيى بن يمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد في قوله تعالى : ( وما هو بالهزل ) قال : باللعب .

              حدثنا أبي ، ومحمد بن أحمد ، قالا : ثنا الحسن بن محمد ، ثنا محمد بن حميد ، ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : نزلت : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ) في وحشي وأصحابه ، قالوا : كيف لنا بالتوبة وقد عبدنا الأوثان ، وقتلنا [ ص: 285 ] المؤمنين ، ونكحنا المشركات ؟ فأنزل الله تعالى فيهم : ( إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ) فأبدلهم الله بعبادة الأوثان عبادة الله ، وأبدلهم بقتال المسلمين قتال المشركين ، وأبدلهم بنكاح المشركات نكاح المؤمنات .

              وبه عن سعيد قال :إن في النار لرجلا أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام : يا حنان يا منان ، فيقول رب العزة لجبريل : يا جبريل ، أخرج عبدي من النار ، فيأتيها فيجدها مطبقة ، فيرجع فيقول : يا رب : ( إنها عليهم مؤصدة ) . فيقول : يا جبريل ، ارجع ففكها فأخرج عبدي من النار . فيفكها فيخرج مثل الخيال ، فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما .

              وبإسناده عن جعفر ، وهارون بن عنترة ، عن سعيد قال : إذا جاع أهل النار - وقال هارون : إذا عام أهل النار - استغاثوا بشجرة الزقوم فأكلوا منها ، فاختلست جلودهم ووجوههم ، ولو أن مارا يمر بهم يعرفهم لعرف جلودهم ووجوههم فيها ، ثم يصب عليهم العطش فيستغيثون فيغاثوا بماء كالمهل ، وهو الذي قد انتهى حره ، فإذا أدنوه من أفواههم اشتوى من حره وجوههم التي قد سقطت عنها الجلود ، ويصهر به ما في بطونهم ، يمشون وأمعاؤهم تتساقط وجلودهم ، ثم يضربون بمقامع من حديد ، فيسقط كل عضو على حياله يدعون بالثبور .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا محمد بن يحيى ، ثنا سفيان بن وكيع ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا الثوري ، عن علي بن بذيمة ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( لولا أن رأى برهان ربه ) قال : رأى صورة فيها وجه يعقوب عاضا على إصبعه ، فدفع في نحره فخرجت شهوته من أنامله ، فكل ولد يعقوب ولد له اثنا عشر ولدا إلا يوسف ، فإنه نقص من ذلك بتلك الشهوة فولد له أحد عشر .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ح وحدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ، ثنا محمد بن أبي عبد الله الحضرمي ، قالا : ثنا النضر بن سعيد أبو صهيب الحارثي ، ثنا الحسن بن محمد بن عثمان ابن بنت الشعبي ، ثنا شريك ، أو سفيان ، عن سالم ، عن سعيد ، في قوله تعالى : [ ص: 286 ] ( على فرش بطائنها من إستبرق ) قال : ظواهرها من نور جامد .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أبو العباس الجمال ، ثنا الحسن بن هارون النيسابوري ، ثنا عبدان بن عثمان ، ثنا أبي ، عن - شعبة ، عن سفيان الثوري ، عن أبي سنان ضرار بن مرة ، عن سعيد ، في قوله تعالى : ( وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون ) قال : الصلاة في الجماعة .

              حدثنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عمر ، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن ، ثنا أبو هشام الرفاعي ، أنبأنا يحيى بن يمان ، ثنا أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : قالت اليهود لموسى : أيخلق ربك خلقا ثم يعذبهم ؟ فأوحى الله إليه : يا موسى ، ازرع . قال : قد زرعت . قال : احصد . قال : قد حصدت . قال : دس . قال : قد دست . قال : ذر . قال : قد ذريت . قال : فما بقي ؟ قال : فما بقي شيء فيه خير . قال : كذلك لا أعذب من خلقي إلا من لا خير فيه .

              حدثنا أبو أحمد الغطريفي ، ثنا محمد بن أحمد الغازي ، ثنا عباد الرواجني ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( وقربناه نجيا ) قال : أردفه جبريل حتى سمع صرير القلم والتوراة تكتب له .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا أبي ، ثنا جرير ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد ، قال : لما خلق الله تعالى آدم نفخ الروح في رأسه قبل جسده فعطس ، فقال : الحمد لله رب خلقني . فقال الله له : يرحمك الله .

              حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا محمد ، ثنا سفيان بن بشر ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد قال : لما نفخ الله في آدم الروح لم يبلغ رجليه حسا حتى استجاع ، فأهوى إلى عنقود من عنب الجنة فأكل منه . وقرأ سعيد : ( خلق الإنسان من عجل ) .

              حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا محمد بن عثمان ، ثنا عباد بن يعقوب ، ثنا عمرو بن ثابت ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، قال : لولا أصوات الروم لسمعتم وجبة الشمس حين تقع .

              [ ص: 287 ] حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا الفضل بن أحمد الرازي ، ثنا أبو حاتم ، ثنا محمد بن صدقة الحمصي ، ثنا 2 أبو داود ، ثنا زهير بن محمد ، عن أبي هرمز ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( وكان أبوهما صالحا ) قال : كان يؤدي الأمانات والودائع إلى أهلها ، فحفظ الله تعالى له كنزه حتى أدرك ولداه فاستخرجا كنزهما .

              حدثنا أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، ثنا عمران بن عبد الرحيم ، ثنا الحسن بن حفص ، ثنا سفيان ، عن حماد ، عن سعيد بن جبير ، قال : نخل الجنة كربها ذهب أحمر ، وجذوعها زمرد أخضر ، وسعفها كسوة لأهل الجنة ، منها مقطعاتهم وحللهم ، وثمرها أمثال القلال والدلاء ، أحلى من العسل ، وألين من الزبد ، ليس له عجم .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا علي بن إسحاق ، ثنا حسين المروزي ، ثنا الهيثم بن جميل ، ثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد في قوله تعالى : ( فيهما عينان نضاختان ) قال : ينضخان بألوان الفاكهة .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا يحيى بن اليمان ، عن أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، قال : كان يقال : طول الرجل من أهل الجنة تسعون ميلا ، وطول المرأة ثمانون ميلا ، وجلستها جريب ، وإن شهوته لتجري في جسده سبعين عاما يجد لذتها .

              حدثنا أبو محمد بن حيان ، ثنا أحمد بن علي بن الجارود ، ثنا هارون بن إسحاق ، ثنا يحيى بن يمان مثله ، وقال : سبعين ميلا ، وثلاثين ميلا .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن أحمد ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، ثنا أبو الأخوص ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض ) قال : الزبور القرآن ، والذكر التوراة ، والأرض الجنة .

              حدثنا عبد الله ، ثنا جعفر ، ثنا قتيبة ، ثنا خالد بن عبد الله ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير : ( أن الأرض يرثها عبادي الصالحون ) قال : أرض الجنة .

              حدثنا محمد بن علي ، ثنا محمد بن الحسن الرملي ، ثنا زيد بن وهب ، ثنا [ ص: 288 ] يحيى بن يمان ، ثنا أشعث ، عن سعيد ، في قوله تعالى : ( قدروها تقديرا ) قال : قدر ربهم .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ثنا أبو شعيب الحراني ، ثنا داود بن عمرو ، ثنا إسماعيل بن زكريا ، عن حبيب بن أبي عمرة ، عن سعيد ، في قوله تعالى : ( رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ) قال : إنه يومئذ لفقير إلى شق تمرة .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد ، ثنا أحمد بن موسى العدوي ، ثنا إسماعيل بن سعيد ، ثنا عمر بن عبيد ، عن عطاء بن السائب ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) قال : لا يرائي بعبادة ربه أحدا .

              حدثنا أبو أحمد ، ثنا أحمد ، ثنا إسماعيل ، ثنا أسباط ، عن مطرف ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( أرأيت من اتخذ إلهه هواه ) قال : كان أهل الجاهلية يعبدون الحجر ، فإذا رأوا حجرا أحسن منه أخذوه وتركوا الأول .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو العباس بن قتيبة ، ثنا يزيد بن خالد ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد في قوله تعالى : ( أمثلهم طريقة ) قال : أوفاهم عقلا .

              حدثنا محمد بن إبراهيم ، ثنا أبو العباس بن قتيبة ، ثنا يزيد بن خالد ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا أشعث ، عن جعفر ، عن سعيد في قوله تعالى : ( كلا إن كتاب الفجار لفي سجين ) قال : تحت خد إبليس ، وعن سعيد في قوله تعالى : ( إلا من ضريع ) قال : من حجارة .

              حدثنا عبد الله بن محمد ، ثنا محمد بن شبل ، ثنا أبو بكر ، ثنا يحيى بن يمان ، ثنا سفيان ، عن سلمة ، عن سعيد بن جبير ، في قوله تعالى : ( فسحقا لأصحاب السعير ) قال : واد في جهنم .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، ثنا هشيم ، عن حصين ، عن سعيد ، في قوله تعالى : ( لا جرم أن لهم النار وأنهم مفرطون ) قال : محبوسون في النار ومنسيون فيها .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية