الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              أسند علي بن الحسين الكثير ، وسمع من ابن عباس ، وجابر ، ومروان ، وصفية ، وأم سلمة ، وغيرهم من الصحابة رضي الله تعالى عنهم .

              [ ص: 143 ] حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا أبو المغيرة ، ثنا الأوزاعي ، عن الزهري ، أخبرني علي بن الحسين ، أن عبد الله بن عباس حدثه ، أخبرني رجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار ، قال : بينما هم جلوس ليلة مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ رمي بنجم فاستنار ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما كنتم تقولون في الجاهلية إذا رمي بمثل هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، كنا نقول : ولد الليلة رجل عظيم ، ومات الليلة رجل عظيم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإنها لا يرمى بها لموت أحد ولا لحياته ، ولكن ربنا إذا قضى أمرا سبحته حملة العرش ، ثم سبحته أهل السماء الذين يلونهم ، ثم سبحته أهل السماء الذين يلونهم حتى يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا ، ثم يقولون الذين يلون حملة العرش لحملة العرش : ماذا قال ربكم ؟ فيجيبونهم ، فيستخبر أهل السماوات بعضهم بعضا حتى يبلغ الخبر هذه السماء الدنيا ، فتخطف الجن السمع فيلقونه إلى أوليائهم ، فما جاءوا به على وجهه فهو صحيح ، ولكنهم يفرقون فيه ويزيدون فترمى الشياطين بالنجوم " .

              صحيح أخرجه مسلم في صحيحه عن الأوزاعي ، ويونس ، ومعقل ، وصالح بن كيسان . ورواه عن الزهري يحيى بن سعيد ، وزياد بن سعد ، ومعمر ، ومحمد بن إسحاق ، في آخرين .

              حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا عبيد الله بن محمد العمري ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أخي ، عن سليمان بن أبي بلال ، عن محمد بن أبي عتيق . وحدثنا محمد بن أحمد الغطريفي وأبو عمرو بن حمدان ، قالا : ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا قتيبة بن سعيد ، ثنا الليث بن سعد ، عن عقيل ، قالا : عن ابن شهاب ، عن علي بن الحسين : أن الحسن بن علي أخبره ، أن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أخبره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لهما : ألا تصليان ؟ قال علي : فقلت : يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله عز وجل ، فإن شاء أن يبعثنا بعثنا . فانصرف رسول الله صلى [ ص: 144 ] الله عليه وسلم حين قلت ذلك له ولم يرجع إلي شيئا ، ثم سمعته وهو مدبر يضرب فخذه ، ويقول : وكان الإنسان أكثر شيء جدلا .

              صحيح متفق عليه من حديث الزهري . ورواه عن الزهري صالح بن كيسان ، ويزيد بن أبي أنيسة ، وشعيب بن أبي حمزة ، وإسحاق بن راشد ، في آخرين .

              حدثنا أبو بحر محمد بن الحسين ، ثنا محمد بن يونس الكديمي ، ثنا أبو عاصم النبيل ، عن ابن جريج ، عن ابن شهاب ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم ، قال : أصبت شارفا يوم بدر ، وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا فأنختهما بباب رجل من الأنصار ، وأنا أريد أن أحمل عليهما إذخرا أستعين به على وليمة فاطمة ، ومعي رجل من بني قينقاع وفي البيت حمزة بن عبد المطلب وقينة تغنيه ، وهي تقول : ألا يا حمز للشرف النواء . فخرج حمزة بالسيف إليهما فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما وأخذ من أكبادهما ، فرأيت منظرا عظيما . فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فخرج يمشى ومعه زيد بن حارثة حتى وقف على حمزة فتغيظ عليه ، فرفع حمزة رأسه ، فقال : ألستم عبيد آبائي . فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي القهقرى .

              صحيح متفق عليه من حديث ابن جريج عن الزهري . ورواه يونس بن يزيد ، عن الزهري فزاد - فطفق يلوم حمزة فيما فعل - فإذا حمزة ثمل محمرة عيناه .

              حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا الحسن بن علي بن أبي زياد ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أبي ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن ابن شهاب ، عن علي بن الحسين ، أن عمرو بن عثمان أخبره ، أن أسامة بن زيد أخبره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يرث المسلم الكافر " .

              رواه ابن جريج ومعمر ويونس وسفيان بن عيينة وهشيم وابن أبي حفصة ومالك بن أنس في جماعة ، عن الزهري . وقال مالك : عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة . وحدث به قيس بن الربيع عن سفيان بن عيينة .

              حدثناه سليمان بن أحمد ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور ، ثنا علي بن الجعد ، أخبرنا قيس بن الربيع ، عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان ، عن أسامة بن [ ص: 145 ] زيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم " . كذا حدثناه سليمان بن قيس ، عن سفيان .

              وحدثناه محمد بن أحمد بن الحسين ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا الحميدي ، ثنا سفيان بن عيينة مثله .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عباس الأسفاطي ، وعبد الله بن محمد العمري ، قالا : ثنا إسماعيل بن أبي أويس ، حدثني أخي ، عن سليمان بن بلال ، عن محمد بن عبد الله بن أبي عتيق . وحدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، قالا : عن ابن شهاب الزهري ، عن علي بن الحسين : أن صفية رضي الله عنها أخبرته ، أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا تزوره وهو معتكف في المسجد فحدثته ، قالت : ثم قمت فقام معي - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد - فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " على رسلكما إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، فقال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا " - أو قال : شرا - لفظ معمر رواه صالح بن كيسان ، وابن مسافر ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وشعيب في آخرين ، وهو من صحاح حديث الزهري ، متفق عليه .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا الحارث بن محمد ، ثنا محمد بن جعفر الوركاني ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، أخبرني رجل من أهل العلم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تمد الأرض يوم القيامة مد الأديم لعظمة الرحمن عز وجل ، فلا يكون لرجل من بني آدم فيه إلا موضع قدميه ، ثم أدعى أول الناس فأخر ساجدا ، ثم يؤذن لي فأقول : يا رب أخبرني جبريل هذا - وجبريل عن يمين العرش ، ووالله ما رآه قط قبلها - أنك أرسلته إلي ، وجبريل ساكت لا يتكلم ، ثم يؤذن لي في الشفاعة ، فأقول : أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض . فذلك المقام المحمود .

              صحيح تفرد بهذه الألفاظ علي بن الحسين ، لم يروه عنه إلا الزهري ولا عنه إلا إبراهيم بن سعد ، وعلي بن الحسين هو أفضل وأتقى من أن يروه عن رجل لا يعتمده فينسبه إلى العلم ويطلق القول به .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية