الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 282 ) فصل : إذا رأى أنه قد احتلم ، ولم يجد منيا ، فلا غسل عليه . قال ابن المنذر : أجمع على هذا كل من أحفظ عنه من أهل العلم ، لكن إن مشى فخرج منه المني ، أو خرج بعد استيقاظه ، فعليه الغسل . نص عليه أحمد ; لأن الظاهر أنه كان انتقل ، وتخلف خروجه إلى ما بعد الاستيقاظ . وإن انتبه فرأى منيا ، ولم يذكر احتلاما ، فعليه الغسل لا نعلم فيه اختلافا أيضا .

                                                                                                                                            وروي نحو ذلك عن عمر وعثمان ، وبه قال ابن عباس وعطاء وسعيد بن جبير والشعبي والنخعي والحسن ومجاهد وقتادة ومالك والشافعي وإسحاق ; لأن الظاهر أن خروجه كان لاحتلام نسيه . وروي عن عمر رضي الله عنه أنه صلى الفجر بالمسلمين ، ثم خرج إلى الجرف فرأى في ثوبه احتلاما ، فقال : ما أراني إلا قد احتلمت ، فاغتسل ، وغسل ثوبه ، وصلى .

                                                                                                                                            وروي نحوه عن عثمان ، وروت عائشة ، قالت { : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد البلل ولا يذكر احتلاما ؟ قال : يغتسل وعن الرجل يرى أنه قد احتلم ، ولا يجد بللا فقال لا غسل عليه } رواه أبو داود ، وابن ماجه . وروت أم سلمة ، { أن أم سليم قالت . يا رسول الله ، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت ؟ قال : نعم ، إذا رأت الماء } متفق عليه ، وهذا يدل على أنه لا غسل عليها إلا أن ترى الماء

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية