الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : فاستقم كما أمرت الآيتين .

                                                                                                                                                                                                                                      أخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن قتادة في قوله : ( فاستقم كما [ ص: 147 ]

                                                                                                                                                                                                                                      أمرت
                                                                                                                                                                                                                                      ) الآية ، قال : أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستقيم على أمره ولا يطغى في نعمته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن سفيان في قوله : ( فاستقم كما أمرت ) قال : استقم على القرآن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن الحسن قال : لما نزلت هذه الآية ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) قال : شمروا شمروا فما رئي ضاحكا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، عن ابن جريج ( ومن تاب معك ) قال : آمن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، وأبو الشيخ ، عن العلاء بن عبد الله بن بدر في قوله : ( ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير ) قال : لم يرد بها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إنما عنى الذين يجيئون من بعدهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن ابن عباس ( ولا تطغوا ) يقول : لا تظلموا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم ، عن ابن زيد ( ولا تطغوا ) قال : الطغيان خلاف أمره وركوب معصيته .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) قال : يعني الركون إلى الشرك .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 148 ]

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، عن ابن عباس في قوله : ( ولا تركنوا ) قال : لا تميلوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس ( ولا تركنوا ) قال : لا تدهنوا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن عكرمة في قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن أبي العالية في قوله : ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا ) قال : لا ترضوا أعمالهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الحسن قال : خصلتان إذا صلحتا للعبد صلح ما سواهما من أمره الطغيان في النعمة والركون إلى الظلمة ثم تلا هذه الآية ( ولا تطغوا ) ، ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية