الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء) قال ابن عباس: في العسر واليسر . ومعنى الآية: أنهم رغبوا في معاملة الله ، فلم يبطرهم الرخاء فينسيهم ، ولم تمنعهم الضراء فيبخلوا .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (والكاظمين الغيظ) قال الزجاج: يقال: كظمت الغيظ: إذا [ ص: 461 ] أمسكت على ما في نفسك منه ، وكظم البعير على جرته: إذا رددها في حلقه . وقال ابن الأنباري: الأصل في الكظم: الإمساك على غيظ وغم . وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما تجرع عبد جرعة أفضل عند الله من جرعة غيظ يكظمها ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى" .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: (والعافين عن الناس) فيه قولان

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه العفو عن المماليك ، قاله ابن عباس ، والربيع .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: أنه على إطلاقه ، فهم يعفون عمن ظلمهم ، قاله زيد بن أسلم ، ومقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية