الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم [14]

                                                                                                                                                                                                                                        قال سعيد الأخفش هذا كما تقول من زيد أخذت درهمه قال أبو جعفر ولا يجيز النحويون : أخذنا ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى ولا : ألينها لبسـت من الثياب لئلا يتقدم مضمر على مظهر ( فنسوا حظا مما ذكروا به ) أي : تركوا .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 12 ] حظا من الكتاب الذي وعظوا به وذكروا به وجعلوا ذلك الترك والتحريف سببا للكفر بمحمد - - صلى الله عليه وسلم - – وجمع حظ حظوظ وسمع عن العرب أحظ بإسكان الحاء والأصل أحظظ فأبدل من الضاد ياء وسمع منهم أحاظ ( فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة ) قيل : يراد به النصارى وقيل : اليهود والنصارى ؛ لأنه قد تقدم ذكرهما ، والأولى أن يكون للنصارى لأنهم أقرب ، وأحسن ما قيل في معنى (أغرينا بينهم العداوة والبغضاء ) أن الله تعالى أمر بعداوة الكفار وإبغاضهم فكل فرقة مأمورة بعداوة صاحبتها وإبغاضها ؛ لأنهم كفار .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية