الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل -: يا أيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن ؛ " أجورهن " : مهورهن؛ وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك ؛ وأصل الإملاك في الإماء؛ والعبيد: ما يجوز سبيه؛ وفيؤه؛ فأما سبي الخبيثة فلا يجوز وطؤه ولا ملكه؛ يقال: " هذا سبي طيبة؛ وسبي خبثة؛ فسبي الطيبة سبي من يجوز حربه من أهل الكفر؛ فأما من كان له عهد فلا يجوز سبيه؛ ولا ملك عبد منه؛ ولا أمة؛ وقوله - عز وجل -: وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين ؛ وتقرأ: " أن وهبت " ؛ بالفتح؛ أي: " إن وهبت نفسها للنبي - صلى الله عليه وسلم - حلت له " ؛ ومن [ ص: 233 ] قرأ: " أن وهبت " ؛ بالفتح؛ فالمعنى: " أحللناها لأن وهبت نفسها " ؛ و " خالصة " ؛ منصوب على الحال؛ المعنى: " إنا أحللنا لك هؤلاء؛ وأحللنا لك من وهبت نفسها لك " ؛ وإنما قيل: " للنبي " ؛ ههنا؛ لأنه لو قيل: " إن وهبت نفسها لك " ؛ كان يجوز أن يتوهم أن في الكلام دليلا أنه يجوز ذلك لغير النبي - عليه السلام -؛ كما جاز في قوله: وبنات عمك وبنات عماتك ؛ لأن بنات العم؛ وبنات الخال؛ يحللن للناس. وقوله: قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم ؛ أي: إن التزويج لا ينعقد إلا بولي؛ وشاهدين؛ وملك اليمين لا يكون إلا ممن يجوز سبيه؛

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية