الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      في السهو في صلاة الخوف قلت لابن القاسم : أرأيت إن سها الإمام في صلاة الخوف في أول صلاته كيف تصنع الطائفة الأولى والثانية ؟

                                                                                                                                                                                      قال : تصلي الطائفة الأولى مع الإمام ركعة ويثبت الإمام قائما ، فإذا صلت هي لنفسها بقية صلاتهم سجدوا للسهو ، فإن كان نقصانا سجدوا قبل السلام ثم يسلمون وإن كان زيادة سلموا ثم سجدوا ، فإذا جاءت الطائفة الأخرى صلوا مع الإمام الركعة التي بقيت للإمام ثم يثبت الإمام جالسا ويقومون هم فيتمون لأنفسهم ، فإذا فرغوا سجد بهم الإمام للسهو .

                                                                                                                                                                                      قلت وهذا قول مالك ؟

                                                                                                                                                                                      قال : هذا تفسير حديث يزيد بن رومان الذي كان يأخذ به مالك أولا ، ثم رجع إلى حديث القاسم فقال : هو أحب إلي وحديث القاسم : أن تفعل الطائفة الأخرى كما فعلت تلك في الأولى سواء ، إلا أنه إنما اختلف قول مالك في الحديثين في الطائفة الآخرة في سلام الإمام ، يسلم الإمام في حديث القاسم ويكون القضاء بعد ذلك ، فلذلك أمروا في حديث القاسم أن يسجدوا معه السجدتين إن كانت السجدتان قبل السلام ، وإن كانتا بعد السلام فإذا قضوا ما عليهم سجدوهما بعد فراغهم من صلاتهم . قلت لابن القاسم : أرأيت في قول مالك إذا صلت إحدى الطائفتين مع الإمام الركعة الأولى أتنصرف أم تتم ؟

                                                                                                                                                                                      قال : بل تتم ، قال مالك في القوم يكونون أهل إقامة فينزل بهم الخوف : إنهم لا يصلون صلاة الخوف ركعتين ويصلونها أربعا على سنتها على سنة صلاة الخوف ركعتين لكل طائفة .

                                                                                                                                                                                      قال مالك عن يزيد بن رومان أنه حدثه عن صالح بن خوات ، { عمن صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم ذات الرقاع صلاة الخوف : إن طائفة صفت معه وصفت طائفة وجاه العدو ، فصلى بالتي [ ص: 242 ] معه ركعة ثم ثبت قائما فأتموا لأنفسهم ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو ، فجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته ثم ثبت جالسا حتى أتموا لأنفسهم ثم سلم بهم } ، وحديث القاسم : أنه سلم بالطائفة الأخرى ثم قامت تقضي لأنفسها .

                                                                                                                                                                                      قال وكيع عن سفيان عن إبراهيم في قوله : { فإن خفتم فرجالا أو ركبانا } ، قال : ركبانا حيثما كان وجهه يومئ إيماء .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية