الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4343 141 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا عيسى وابن إدريس، عن أبي حيان، عن الشعبي، عن ابن عمر قال: سمعت عمر رضي الله عنه على منبر النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أما بعد أيها الناس إنه نزل تحريم الخمر، وهي من خمسة: من العنب، والتمر، والعسل، والحنطة، والشعير. والخمر ما خامر العقل.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وإسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه، وعيسى هو ابن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وابن إدريس هو عبد الله بن إدريس الأودي الكوفي، وأبو حيان بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء آخر الحروف يحيى بن سعيد التيمي، والشعبي هو عامر بن شراحيل.

                                                                                                                                                                                  والحديث أخرجه أيضا في الاعتصام عن إسحاق أيضا، وفي الأشربة أيضا عن أحمد بن أبي رجاء. وأخرجه مسلم في آخر الكتاب عن أبي بكر بن أبي شيبة وغيره. وأخرجه أبو داود في الأشربة عن أحمد بن حنبل، وأخرجه الترمذي فيه عن أحمد بن منيع، وأخرجه النسائي فيه وفي الوليمة، عن يعقوب بن إبراهيم وعن آخرين.

                                                                                                                                                                                  وهذا الحديث موقوف على عمر رضي الله تعالى عنه، ورواه النسائي من رواية زكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن قيس كلاهما عن الشعبي، ومن رواية أبي حصين، عن الشعبي، عن ابن عمر "ولم يذكر عمر".

                                                                                                                                                                                  قوله: "والخمر ما خمر العقل" أي ستره وغطاه وصار عليه كالخمار، وهو بعمومه يتناول كل ما أزال العقل، سواء كان متخذا من العنب والزبيب والحبوب بأنواعها، أو نباتا كجوز الهند والحشيش ولبن الخشخاش، وكل ذلك إذا أسكر حرم، ولا تعارض بين حديث عمر هذا وبين حديث ابنه عبد الله المذكور في أول الباب؛ لما ذكرنا من الجواب عنه هناك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية