الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4346 144 - حدثنا الفضل بن سهل، حدثنا أبو النضر، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو الجويرية، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان قوم يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استهزاء، فيقول الرجل: من أبي؟ ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم حتى فرغ من الآية كلها.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا وجه آخر في بيان سبب نزول الآية المذكورة، أخرجه عن الفضل بن سهل البغدادي، وليس له في البخاري سوى هذا الموضع، وشيء تقدم في الصلاة، وهو يروي عن أبي النضر بإسكان الضاد المعجمة هاشم بن القاسم الخراساني، عن أبي خيثمة بفتح الخاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف وفتح الثاء المثلثة زهير بن معاوية الجعفي الكوفي، سكن الجزيرة، عن أبي الجويرية - تصغير جارية بالجيم - حطان - بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملتين - ابن خفاف - بضم الخاء المعجمة، وتخفيف الفاء الأولى - الجرمي - بفتح الجيم - وليس له في البخاري إلا هذا الحديث، والآخر تقدم في الزكاة، والثالث يأتي في الأشربة، وهذا الحديث من أفراده، وروى أحمد بن منصور بن زاذان حدثه عن علي بن عبد الأعلى، عن أبيه، عن أبي البحتري، عن علي رضي الله تعالى عنه، قال: لما نزلت ولله على الناس حج البيت قالوا: الحج في كل عام يا رسول الله؟ فسكت، فنزلت لا تسألوا عن أشياء الآية، وفي تفسير ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير: هم الذين سألوا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عن البحيرة والسائبة والوصيلة، وقال مقسم: هي فيما سألت الأمم أنبياءها عليهم السلام عن الآيات.

                                                                                                                                                                                  ووجه الجمع بين هذه الأوجه أنها نزلت بسبب كثرة المسائل: إما من جهة الاستهزاء، وإما من جهة الامتحان، وإما من جهة التعنت، وهو يعم الكل، والله أعلم.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية